نازنين الجاف
عند الصباح هدأ المطر واخيرا اصبح لدينا كائنا صغيرا نلعب معه وننشغل به . وصارت لدينا الكثير من المحاصيل والماعزان اصبحوا أربعة لأنها ايضاً ولدت توأم والبط وصغارها كنت اخرجهم من كوخهم بنفسي كل صباح واعيدهم وقد بلغ عددهم ثلاثين طيرا . لكن هذا اليوم نقص منهم واحد . بحثت عنه في كل مكان حتى وجدت الريش المتطاير وبقاياه . عرفنا اننا كنا نخسر كل يوم واحد . وان هذا الامر ليس بجديد . لكننا لم نكن ننتبه . بدأنا نحرس المكان كل ليلة لانني اعتقدت ان حيوانا كان يأكلهم ولكن لم يكن يظهر اي شيء غريب ولا حتى صوت . فقررت ان افتح من السقف ثغرة لاباشر المراقبة من خلالها بنفسي . لكن فجأة وفي منتصف الليل رأيت ثعلبا ينزل من على الحائط . كان معلقا نفسه مع بقية فراء الثعالب التي قتلها سليم في وقت سابق ثم حنطهم وعلقهم على الجدار . كم كان ماكرا فقد كان ينزل في منتصف الليل ليأكل ويعود ويختبىء مرة اخرى . في الصباح الباكر رويت لهم القصة وضحكنا كثيرا ثم قتله سليم ودفنه مع المحنطين الاخرين في مكان بعيد .
ذهبت معه بعدها في نزهة إلى الشاطىء لنبحث عما ناكله في العشاء وغيرنا اتجاهنا هذه المرة فقد كنا نسير عكس الطريق التي كنا نسلكها دائما وكل خطوة كنت أخطوها اتذكر إعجابي به والذي كان يزيد يوما بعد يوم . وكل أحلامي كانت مقتصرة على ان يبادلني نفس الشعور فانا أؤمن بالقدر الذي جمعنا في مكان واحد وحاولت بشتى الطرق ان أوصل له مقدار حبي واحترامي له لكن الصمت كان دائما يقف حاجزا بيني وبينه والخجل يمنعني من البوح بمشاعري تجاهه . كان يقتلني تجاهله وعدم اهتمامه واللامبالات التي كان يتصنعها ولهذا قررت ان أبتعد عنه وابعد عن عقلي كل المشاعر والاحاسيس الجميلة التي كنت أعيشها وحدي ثم تناثرت الكلمات والأفكار ولم استطع جمعها فقد تبين انها نضجت في غير موسمها وأصبحت الأكثر بعدا وقررت ان اطوي هذه الصفحة الى الابد .
عندما وصلنا الى الشاطئ كان منظر اكوام الملح الصغيرة رائعا تتلألأ كالبلور تحت أشعة الشمس . شتت جمالها افكاري . فرحنا كثيرا واخيراً طعامنا سيكون له مذاق مالح . ملئنا الدلو وجمعنا فاكهة كثيرة ايضا ثم عدنا أدراجنا . وفي الطريق رأينا اثار اقدام كثيرة كانها مجموعة من الأشخاص لكننا لم نرى اي احد منهم . وصلنا إلى البيت ونبهنا الاخرين وقررنا ان لا نشعل نارا للطبخ هذا المساء كي لايعرفوا مكاننا وناكل اي شي من الموجود عندنا واتفقنا على تبادل المناوبة حتى يطلع علينا الصباح ونفهم الامر . تركنا الحراسة لسليم والبقية ذهبوا إلى بيتهم على امل ان نجد طريقة لحماية انفسنا وقريتنا الصغيرة من ايدي الغرباء . وهكذا انتهى هذا اليوم على أمل ان يكون القادم افضل .
إرسال تعليق