ماقل ودل : يامدلولة شبقى بعمري !!

مشاهدات

                                                                         


عبد الكريم الوزان   
               


أغنية قديمة لاتنسى كلمات الشاعر الغنائي الراحل  كاظم الرويعي وغناها الراحلون داخل حسن وسعدي الحلي وسعدي البياتي وآخرون قبل عقود من الزمن . مدلولة اليوم أصبحت رمز للأم والزوجة والأخت والحبيبة التي تفتح قلبها للعراقي الذي يتفطر قلبه دما على ماجرى ويجري للعراق وخاصة من يعيش في الشتات بعيدا عن الأهل والأحبة فيجثو أمامها ويناجيها بحسرة ولوعة وهو يشكو لها عاديات الزمن تقول كلماتها : 


يَمَدْلولَه اشْبُگَه بْعُمْري
غير الألَمْ وَ الْحَسْرَه
جِسْمي عايِشْ ابَّغْدادْ
وروحي ساكِنَه البصره
يَمَدْلولَه وِلا اسْألتي
ولا گِلتي اشْجِرَه بِيَّه
أذوبَنْ وَحْدي ابْعِلْتي
لَجِلْ عيناچ يَبْنَيَّه
حِمَلْت الآه وِ الْحَسْرَه
خو نِدري الطَّريق ابْعيدْ
وِلْفَرْگه غَصُبْ صارَتْ
اشْلونْ انْهيدْ - بيشْ انْهيدْ
دِنْياي اوْعَلَيْ دارَتْ
العَليلْ اشْلونْ شيْصَبْرَه
يمدلولة اشْبُگه ابْعُمْري 


ووجدت اليوم أن أناجيها كشاهد عيان وأقول لها :
 يمدلولة تغيرت الموازين والاحوال وعدنا كما كنا في العصور الحجرية القوي يأكل الضعيف يامدلولة نهبوا البلاد وسبوا العباد يامدلولة لم نعد نسمع بالضمير وبتنا نشهد الجاحد الذي انشطر الى تابعي وولائي و(ذيل) ذليل  .  يمدلولة اشبكى بعمر العراقيين غير قتل الأبرياء وتغييب الناشطين والمثقفين المطالبين بالوطن يمدلولة أهلنا عرايا بلا كهرباء ومنهم مرضى يحرقون في  المستشفيات وغيرهم أجساد غضة تتناثر أشلاؤها في الهواء عشية عيد الله وأكبر .. يمدلولة :
 ياعصر الفواتح ويازمان الموت :
كافي من الذبح ناس ماظلت
ضاكت كاعنا من كبور فوك كبور
فوك كبور اهلنا كبورنا اتعلت*

 يمدلولة ضاعت منا كلمات الحب والود والصفاء وتهنا في ممرات المقابر وسط عويل الأمهات . يمدلولة هل تصدقين ان الاباء والامهات في العراق يسعدون بابعاد فلذات أكبادهم بعيدا خارج الوطن و( بعيد وسعيد ) !!. يمدلولة كل شيء علق بما غاب عنك أيام الأمن والرخاء فداعش اصبح شماعة من يسفك دماءنا من أولي الأمر ودعاة الكراسي وملذات الحياة . بربك يمدلولة ..لماذا يظهر داعش في بلادنا بالأعياد والانتخابات وغيرها من المناسبات دون سواها ؟ واذا كان ينسب نفسه للاسلام وهو منه براء فهل كتب الله علينا القصاص في العراق دون سواه وبقية البلدان فاضلة مقدسة تحيط بها عدالة السماء؟ !. يمدلولة اختلط الحابل بالنابل وتداخلت الخنادق ( واحترق الأخضر بسعر اليابس ) وأصبحنا ( فرجة ) للعدو والصديق وسنظل هكذا مادام يعبث بنا الأشرار وبنو أم لايحركون ساكنا ...يمدلولة : 

خو نِدري الطَّريق ابْعيدْ
وِلْفَرْگه غَصُبْ صارَتْ
اشْلونْ انْهيدْ - بيشْ انْهيدْ
دِنْياي اوْعَلَيْ دارَتْ
العَليلْ اشْلونْ شيْصَبْرَه
يمدلولة اشْبُگه ابْعُمْري !!.


* الشاعر الراحل عريان السيد خلف

تعليقات

أحدث أقدم