عداوة الأسود والضباع

مشاهدات


ضرغام الدباغ


الأسد حيوان نبيل، له طباع كريمة منها أنه لا يأكل الجيف، ولا يصيد إلا إذا كان جائعاً، وهو عادة لا يصيد، بل يترك مهمة الصيد لإناثه (اللبوة)، إلا إذا كانت الطريدة حيوانا قوياُ شرساً،  (كالجاموس) فيتولى صيدها بنفسه . والآسد له عفة، منها أنه لا يصيد صغار الحيوانات (وتشاركه اللبوة في هذه الخصلة) . ولكن الضبع ، هو استثناء من هذه القواعد، فالأسد حين يلمح الضبع في الجوار، يشتاط غضباً، ويترك ما في يده ويهاجم الضبع. والضبع حيوان قوي جداً، حتى أنه يتمتع بقوة فكين لا يضاهيه حيوان آخر، لا الأسد ولا النمر ولا الذئب. (ربما باستثناء التمساح وهو حيوان مائي) والضبع على عكس الأسد تماماً ، فهو حيوان جبان، لا يتوانى عن أكل الجيف وطرائد غيره، وقبيح الشكل، ويصطاد بأسلوب القطيع، ويهاجم صغار الحيوانات، ولا سيما أشبال الأسد، وهنا يستحق ما سيناله من عقاب .

 

وعادة فإن أسد واحد يلحق الهزيمة بالضبع ومن معه من الضباع ، وتنتهي المعركة بوقوع الضبع محطماً مقطعا بين فكي الأسد،  وأحياناً تدور معارك دامية، ومن خلال مشاهدتها، تدرك أنها معارك وخطط وعمليات، وربما استدراج، وخطط تضعها الضباع لاستدراج الأسد القوي، وتوريطه بمعركة خاسرة، من خلال كمين، ومن تلك مثلاً التظاهر بأنهم (الضباع) قد تمكنوا من أحد أشبال الأسد، فسيكون رد فعل الأسد سريعاً وحتمياً، آنذاك تكون الضباع قد أعدت الكمين، وقد يحرج الموقف القتالي للأسد، لكن، قد تكون اللبوة (زوجة الأسد) قد شعرت بغيابه، وحين تبحث عنه، تجد أنه مشتبك مع نحو 40 من الضباع الحقيرة، فتخف لمساعدته، والضباع الجبانة تطلق ساقيها للريح وهي غير سريعة (قوائمها الامامية أطول من أقدامها الخلفية)، لذلك هي بطيئة الركض (نوعا ما) وقبيحة الشكل وبطيئة بالمناورة (رقبتها ملتصقة بظهرها)، فتبدأ الهزيمة بمجرد وصول المساعدة من اللبوة، او أكثر من لبؤة، والأسود تعيش في عائلة تتألف من الأسد وزوجته، وعدد من الأشبال، وقد يكبر الأولاد بكنف الأسد مؤسس الأسرة، وقد يبلغ عدد الأسود بين 5 ــ 7 أسود، وإذا تولت العائلة مساعدة الأسد في قتاله ضد الضباع، فقد تسفر  عن عدد كبير من قتلى الضباع، مرة شاهدت فلماً حياً عن معركة أسود وضباع، أسفرت عن تمزيق نحو 40 ضبعاً، وواضح أن المعركة لم تكن من أجل الافتراس والغذاء، بل لتلقين العدو درساً لا ينسى ..! المعلقين من المختصين بعالم الحيوان، يؤكدون عداوة الأسود والضباع، لذلك حين يكون هناك عرضا (في التلفاز) عن اشتباك أو معركة بين أسود وضباع، فهذا يعني، أن أضع ما في يدي وأنتبه بشغف للهجمات، والهجمات المضادة، والقتال الشرس . وقد لا يخلو الأمر من إصابة تلحق بأحد الأسود... فنشاهد منظرا كئيباً محزناً، لأسد مصاب إصابة بليغة، تمنعه من السير والجري بصورة صحيحة، أو يعرج في مشيته، أو مكسور الظهر  أو جرح بليغ في وجهه . وهذا معناه الأكيد، أن الأسد سيموت بسبب مضاعفات الإصابة (ألتهاب الجرح)، وعدم إمكانه القيام بالصيد، والموت جوعاً.. هل نفهم شيئاً من أفلام الحيوانات والغابة ..... نعم كثيراً، والامر ليس بتسلية ...! ولذلك تعتبر أفلام الغابة والحيوانات من البرامج المفضلة في برامج التلفاز في أوربا، وتنطوي على معاني كثيرة ..!

تعليقات

أحدث أقدم