تبلد المشاعر في الحروب

مشاهدات


ولاء العاني


جلست كطفلة صغيرة على الأرض الاعبه ريثما ينتهي أبيه من عمله مع الموظفة المسؤولة بعد أن أنهيت مهمتي معهم في الترجمة . كان على الوالد المسكين أن يوقع على بعض الأوراق . والطفل ذا الستة أعوام خائفا أو مترددا . لم استطيع تفسير سلوكه العفوي سوى أنه يخشى الغرباء ، رأيت كرة صغيرة بجانبي فرميتها عليه بلطف . صنعت حركتي هذه ابتسامة رضا على محياه ثم أشرت له بكلتا يديّ اطلب منه إعادتها لي ففعل مبتسما وبعد عدة مرات ملئت ضحكته المكان . عاد الأب وعدنا نلعب مرة اخرى .

فقال : تصدقي يا أستاذة انه لم يلعب مع أي أحد سواي حتى مع زملائه في المدرسة فقد تركته لي والدته وهو رضيع وهربت مع أولادها الكبار الذين انجبتهم من زوجها الأول من اتون حرب ظالمة احرقت سوريا . ولكن هذا الصغير اصبح عنده انت الان . وياليتني استطيع احضاره لك كل يوم ليفهم أننا بشر وان في باقي النساء طبع الحنية والرحمة أيضا .

ابتسمت وقلت له : ياريت مع اني اعلم علم اليقين أن هذا مستحيل . خرجنا انا والطفل نتسابق جريا عند نزول السلم وعندما ودعتهم احتضنني الصغير بكل لطافة . رسالتي إلى كل ام أو اب طلق مشاعره وهاجر إلى عالم الظلام ولم يعد يرى من انسانيته شي :

رفقا بابناءكم .



تعليقات

أحدث أقدم