الشعر في صدق المشاعر

مشاهدات

 




موفق العاني 

يكاد يُجمع نقّاد الشعر الذين نقبوا في الفاظه ومعانيه وبينوا لنا غثه من سمينه على أنه مرآة للحياة وصورة عن الحالة الأجتماعية وقيم وأفكار المجتمع الذي يعيش فيه ذلك الشاعر فيكون معبراً عن الحب ومن الأشعار مانجدها محكمة متقنة أنيقة الألفاظ صادقة المعاني إذا تحولت وجعلت نثراً لم تبطل جودة معانيها ولم تفقد جزالة ألفاظها ومرامي معانيها وقد أطلعني الشاعر الإماراتي المبدع الغبشي بن حثبور على أبيات نظمها بمناسبة ذكرى تأسيس دولة الإمارات ورغم كونها من ثمانية أبيات فقد جاءت زاخرة بالمدلولات التي أشرت اليها سابقاً وتعبر بشكلٍ صادق عن مشاعر مواطن يعيش في وطنه عزيز المكانة تتوفر له سبل العيش الآمن بل يتعداه الى من وفد أو جاور هذا الوطن ويرى أن ذلك العز ماكان ليكون لولا توحد المجتمع والأرض فيقول : 

دام عزك ياوطن بالتحاد .. ومن نزل سبع الديار وحولها .

وفي نهاية البيت يشير الى الوحدة التي جمعت الإمارات السبع في دولة واحدة .. ثم يؤكد حب الشعب للقائد الذي استطاع أن يرسي دعائم هذه الوحدة وأثره في زرع محبة الشعب له في القلوب فيقول :

من زمن زايد ولك حب اوداد .. في قلوب الشعب لك مدلولها.

ثم يؤكد حقيقة كانت ومازالت هي السبيل الى تخليد الإنسان والتي تتمثل بفعله وخدمته لأهله ووطنه فيقول :

ازرعو فيك الرجال أغلا حصاد .. وكل ناس تنذكر بفعولها

وفي هذا يشير الى القادة الذين سارعوا لعقد رباط الإتحاد وبناء الدولة في تلك الإمارات السبع ..

السياسة والرخا والإقتصاد ..قادها من هوْ يعرفْ احلولها .

أي استطاع هؤلاء الرجال أن يختاروا لقيادة المؤسسات الرجل المناسب للمكان المناسب فارتفع البنيان وتحققت رفعة الانسان . ثم يخلص في أبياته هذه ويشير الى أن المسيرة آمنة لإنها بأيدٍ أمينة ويحلق الغبشي في فضاءات مشاعره ويجسد بألفاظه المموسقة الجميلة مايريد أن يوصله للمتلقي ويرسم الصورة عن سفينة مبحرة في اللج بقيادة ربان آمين يستطيع أن يقودها الى ساحل الأمان وهو ذلك الرجل الذي لا يتهيب صعود الجبال مهما علت فيقول : 

في يد الرجل المُحَنك بالوكاد .. لي يروم النايفة ويطولها
الفلاحي لي مراسيمه اجداد .. سيفنا سم العدا وسلولها

ثم ينتقل الشاعر الى المباشرة ويصرِّح بأن هذا الرجل الذي لا يهاب الخطوب والصعاب وقادر على تخطيها هو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان ال نهيان الذي قارع كل صعب وانتصر عليه فاستحق بجدارة ذلك الوصف ويكنيه أبا خالد فيقول :

ابو خالد راعي العلم الوكاد .. التهاني له مع مرسولها .

وبمشاعر الصفاء والوصف الدقيق يقول الشاعر الغبشي لهذا القائد : إن صدق قولي تجسد في الأفراح التي أقامها شعب الإمارات في عيد وحدته الترابية والإجتماعية ويرسم البيت الأخير لوحة لا تحتاج الى تفسير لتعبر عن حب وولاء وتلاحم هذا الشعب مع قادته ..
تحية للشاعر الغبشي بن حثبور على روعة الإبداع وسلاسة الألفاظ وصدق المشاعر وكل عام ياصديقي انتم وقادتكم بخير ودعوات بالمزيد من التقدم ..

تعليقات

أحدث أقدم