د. هاني الحديثي
زيارة الرئيس احمد الشرع للولايات المتحدة واللقاء التاريخي مع ترامب ضمن اجتماعات مهمة شارك فيها وزير الخارجية التركي تشير إلى مدى النجاح الكبير للرئيس الشرع في قضايا حساسة للغاية أهمها :
اولا : تعليق العقوبات الاقتصادية كخطوة نحو الغائها والتي سبق وفرضت على نظام بشار الاسد تحت اسم عقوبات قيصر والتي انظمت لها أوروبا . ( ففي أغسطس 2011، فرضت الولايات المتحدة حظرا على قطاع النفط، وتجميد الأصول المالية لعدد من الشخصيات، فضلا عن الأصول المالية للدولة السورية نفسها. وبالإضافة إلى ذلك، تحظر الولايات المتحدة تصدير السلع والخدمات الآتية من أراضي الولايات المتحدة أو من شركات أو أشخاص من الولايات المتحدة إلى سوريا. وفي عام 2019 على ظل وقع جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب العربي السوري على يد قوات النظام المدعومة من ميلشيات ولائية لايران في المقدمة منها حزب الله وميلشيات اخرى قدمت من العراق ، أصبحَ قانون قيصر نافذا لحماية المدنيين في سوريا وجُزءًا من قانون إقرار الدفاع الوطني للسنة المالية 2020 وفقًا لتقرير مجلس النواب 116-333 حيث وافقَ مجلسُ النواب ونفس الأمر بالنسبة لمجلس الشيوخ في 17 كانون الأول/ديسمبر 2019 على قانون قيصر) . ان الانفتاح الأوروبي المترافق مع الانفتاح الأمريكي على سوريا الجديدة انما يؤكد النجاح الكبير الذي حققه الشرع في التخلص من تداعيات قانون قيصر كوسيلة فعالة للانفتاح السوري على الاستثمارات الكبيرة للشركات الأمريكية والغربية في سوريا .
ثانيا: تاكيد ادارة ترامب على دعمها للموقف السوري في القضايا الاقليمية ذات الأهمية منها منح الفرصة لإعادة السلام في منطقة الجولان وفق القرارات الدولية وضمنها قرار فك الاشتباك لسنة 1974 م .
ثالثا : الحفاظ على وحدة سوريا والتأكيد على أهميتها لقضايا السلام والشرق الأوسط وتحقيق توافق وطني في الموقف من اندماج قوات قسد مع القوات السورية المسلحة.
رابعا : انفتاح الاقتصاد السوري على الاستثمارات الداخلية ومشاركة الشركات الأمريكية والغربية في اعادة بناء الاقتصاد القومي السوري بعد عقود من الانهيارات الداخلية.
تاسيسا على ماتقدم فان سوريا بدأت خطواتها العملية لتكون عمودا رئيسيا من أعمدة الشرق الاوسط لتتكامل مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي فضلا عن الأردن ولبنان . ان النجاح الذي حققه الشرع في لقاءه مع ترامب يتكامل مع لقاء القمة الذي سبق وحققه مع بوتين في موسكو ليحقق لسوريا خطوات فعالة تعيد دورها الجيواستراتيجي في الشرق الأوسط والعالم . ولذلك فان مايقارب السنة من العمل المتواصل وسط تحديات خطيرة هددت الامن القومي السوري ، نجح الشرع في إنجاز ماعجزت عنه دول اخرى توفر لها من الموارد عشرات الأضعاف مما توفر لسوريا ولكنها لم تنجز خلال اكثر من عقدين ما انجزه الشرع وقيادته الانتقالية في سنة واحدة والسبب يعود إلى خلو التجربة السورية من الفساد حيث لم تسجل علامة فساد واحدة في حين غرق الآخرون في بحر الفساد واغرقوا معهم دولهم وشعوبهم .
إرسال تعليق