الكتابة !

مشاهدات



عائشة سلطان


الكُتاب ومن لا يعرفون شيئاً عن الكتابة وفي الكتابة، الجميع يكتب على مواقع التواصل، ليس مهماً لدى هؤلاء إن كانت كتابتهم صحيحة أو لا، تسير وفق قواعد اللغة العربية أم تضرب بقواعدها عرض الحائط، فلا محل للخجل من الأخطاء على مواقع التواصل، أكانت أخطاء اللغة، أم أخطاء السلوك، فالقصد من وجود أكثرنا على مواقع التواصل هو أن نكون مرئيين، وهو هدف وجودي، أكثر منه سلوكاً تقنياً أو تصرفاً بحاجة للفهم والتبرير! لذلك إذا لم نجد أحداً يقرؤنا ويتفاعل معنا ألسنا أحياناً نود لو نمحو كل الكلمات؟


إنه عصر الكتابة بامتياز، الكل يكتب خواطره، أفكاره، مشاهداته، انتقاداته، غضبه، أمنياته، ما تقوله له الأبراج، والفناجين، والصحف ، والمواقع التي لا تعد ولا تحصى، الكل يكتب ما يعتقد أنه جدير بأن يقال ويسمع ويصغى له، الكل بمعنى الكل، لذلك فإنه يصيبنا الذهول ونتحدث عن الأمر باستغراب حين نعرف أن فلاناً لا يتعامل مع مواقع التواصل، وفلانة ليس لها صفحة على الفيسبوك أو الإكس أو الإنستغرام.. ونفتح عيوننا كأننا نسمع حديثاً من أحاديث الجوى! 


لماذا نصر على أن نكون على جميع المواقع، لماذا لا نكتفي بمنصة واحدة طالما أننا نقول الأمر نفسه وننشر الأحداث نفسها التي تمر بنا وكذلك الصور نفسها؟ لماذا نصر على أن نسجل في جميع المنصات والمواقع؟ أظن لأننا نريد أن نكتسب جمهوراً متنوعاً ومختلفاً يتواجد على هذه المنصات، فجمهور «إكس» يختلف عن جمهور التيك توك و.. إلخ، ونحن نود أن نحظى بإعجاب الجميع! وطالما بقيت الكتابة متاحة رغم ضيق الهامش يوماً إثر آخر، فإننا سنظل نكتب، على مواقع التواصل كما في الحياة، بحثاً عن من يصغي لنا، لأن أزمة البشر اليوم أنهم لم يعودوا يصغون لبعضهم البعض، لقد تحكمت الفردانية في كل مفاصل الحياة للأسف، وليس لنا سوى أن نكتب، ونظل نكتب! كما يقول الروائي الشهير عبدالرحمن منيف (اكتبوا، قبل أن تأتي أزمنة لن تتمكنوا فيها من الكتابة)!

تعليقات

أحدث أقدم