د. أحمد قايد الصايدي
لا لومَ يا صاحبي إنْ يَكْبُوَ القلمُ
فقد كبتْ أمَّةٌ زلَّت بها القدمُ
أحداثُ ما شاهدت عينِيْ مثيلَ لها
أمامها من ذهولٍ يعجزُ القلمُ
فهل سأحتاجُ عذراً إن أتت جملي
فيها ارتعاشٌ ولونُ الحرفِ فيهِ دمُ؟
في قريتي الطِّفلُ صوتُ الدِّيكِ يوقظُه
وأمَّتي لم تفقْها النَّارُ والحِمَمُ
ولا القذائفُ تدوي في مساكنِها
ولا الصواريخُ في الأحياءِ ترتطمُ
ولا الثَّكالى وقد هزَّت حناجرُها
جوانبَ الأرضِ وارتاعت لها الأممُ
ولا الدِّماءُ ولا الأشلاءُ طافية
على ركامٍ من الأنقاضِ تزدحمُ
نامت قروناً وهانت بعد رفعتِها
وطُوِّعت وامتطاها الرُّومُ والعجمُ
وسلَّمت أمرها كرهاً ليحكمها
قومٌ إذا ما رأوا غازٍ أتى انهزموا
لا يفقهون حديثاً إن تحدِّثَهم
ولا إذا أخطأوا في فعلهم ندِموا
المالُ يُحرَمُ منه الشَّعبُ، صاحبُه
ويحتويهِ غريبٌ عابثٌ نَهِمُ
هذا (ترمبُ) وقد جاءت جحافلُه
تعبُّ من ثرواتِ النفطِ تلتهمُ
بئساً لمن يمنعونَ المالَ صاحبَه
ويؤثِرون به وغداً يُهِينُهمُ
نساءُ غزَّةَ أنَّت من مواجعِها
وعفَّ أطفالُها أن يشتكوا لهمُ
كأنَّما الطَّفل يأبى أن يُذلَّ لهمْ
تأبى كرامتُه أن يستغيثَهمُ
بدوا صغاراً بعينِ الطَّفلِ وهْوَ بدا
في أعينِ الدَّهرِ عملاقاً يبزُّهمُ
ما من حياءٍ يُغطِّي اليومَ سوءَتَهم
عُرُّوا وأضحَوا حديثَ الناسِ كلِّهمُ
ها هم وقد جمعت بغداد [1] خيبتَهم
يناشدونَ سواهم سترَ عارهمُ
حثُّوا الحكوماتِ في الدُّنيا بما انصرفوا
عنهُ ويا ليتهم حثُّوا ضميرَهمُ
ما كنتُ ممن تجنَّوا إن وصفتُهمُ
وصفاً يليقُ بمن يختالُ مثلهمُ
لكنَّني ولساني مثلما قلمي
نربا بأن يعترينا منهمُ سخَمُ
لا نرتضي ذاك لكن نستميحُكُمُ
أن تبديَ النَّفسُ بعضاً من خصالِهمُ
عارٌ نحسُّ به من سُوءِ ما فعلوا
والفعلُ يُنبيكَ إن أخفوا عيوبَهمُ
لا حكمةً تتجلَّى في فعالِهمُ
ولا تُرى نخوةٌ فيهم ولا هممُ
بنوا الجيوشَ، لماذا؟ لستُ أفهمُهم
لأيِّ يومٍ تُرى عُدَّت جنودُهمُ؟
شَرُوا السَّلاحَ تراهُ في مخازنِهم
كأنَّه زينةٌ يزهو بها صنمُ
ماذا لو اعطوه للغزِّيّْ يشرِّفُه
يكفيهمُ هجمةَ الأعداءِ ينتقمُ؟
همُ البلاءُ ومن يطمعْ بنجدتهم
أو يبديَ الضَّعفَ والإعيا أمامَهمُ
لا يلقَ منهمْ سوى الخُذلانِ يصدمُه
فليس فيهم نجاشِيٌّ ومعتصمُ
الله في حكمِهِ عدلٌ سينصفُنا
وجرحُنا سوف نأسوهُ ويلتئِمُ
1: مؤتمر القمة العربية في بغداد، الذي انعقد يوم ، السابع عشر من مايو 2025م.

إرسال تعليق