د. ضرغام الدباغ
شاهدت برنامجاً، مقابلة تلفازية لقيادي شيعي من لبنان، يبدو لي أنه يحمل وجهات نظر متحفظة حيال حزب الله. وزعيمه الجديد نعيم قاسم ، ويتهمهم بقصر النظر والعجز في الرؤية السليمة ، وبلا جدوى الحرب الأخيرة والتسبب بكوارث لا داع لها للبنان . ولسكان الجنوب وضاحية بيروت بالأخص. وحين سأله مدير الحوار عن تهديدات إيران، رد القيادي ساخرا بثلاث كلمات مقتضبة :
" خلي إيران تخلص حالها ". والبغداديون يقولون" خلي يفك لحيته بالأول ".
وحين الاعلان عن تشكيل حزب الله الكردي، وأنهم مدوا اذرعهم إلى قسد، تأكدنا أن الحماقة والتهور التقت بقصر النظر، والنتيجة الحتمية هي خراب بيوت وحفر قبور وازدهار المقابر، فدهشت، يا ترى أليس هناك من ينصح هؤلاء، أن قللوا من حجم اخطاءكم، الا تكفيكم ما صنعتم من كوارث، أو ربما أن هناك من ينصح، ولكن السادر في غيه يعتقد أنه أعقل من في الكون . فتأكدت أن الفرس الصفويين طراز من البشر، لا يستمتع إلا على وقع الكوارث والدماء، ولا يصحى إلا على وقع المطارق على جمجمته .
اليوم نشاهد ونسمع أن هناك ضوء أخضر يلوح في الأفق للأخوة الأحوازيين ... أن القضية الأحوازية وهذا بفضل تضحيات بلا حدود قدمها الأخوة الأحوازيون بسخاء على مذبح الحرية، ستصل سفينتهم إلى شاطئ الأمان والتحرر.
الصفويون، يحتكرون صناعة المآسي، ويتفننون في الردح والبواكي، وسيكتب التاريخ عنهم أنهم دمروا المشروع الإيراني الذي أسسه الإنكليز عام 1935، في جمع عدة أمم في كيان واحد ليكون درع الغرب في مواجهة طموحات الشرق، وهذه ورطة، فالكيان الإيراني هو شتات أمم مزقتها العهود الاستعمارية، فانتزعوا الأحواز من الأمة العربية لتكون إطلالة الكيان الإيراني على البحر(الخليج العربي) ونفطها المورد الذي ستقيم عليه إيران كيانها، وسلبوا نصف بلوشستان من الوطن الأم ، وأذربيجان من الأصل (أذربيجان الشمالية) والأمة التركية، وسلبوا أجزاء مهمة من تركمانستان، " من بيته من الزجاج لا يقذف الناس بالحجارة" مثل مشهور، لأن الحجارة عدو لدود للزجاج، ومثلهم (الفرس الصفويون ) يتقي شر الحجر والحجارة، لأن في الرد على عدوانهم سينهار البيت على رؤوسهم . وهذه تنفع لمن في رأسه عقل وليس نشارة خشب.
الملالي الصفويون لم ينصتوا للحكمة والتجربة التاريخية، فوقعوا في شر أعمالهم وخططهم، لم يهتموا لأهمية العامل الوطني والقومي، وفيها الشيء الكثير في تاريخهم وتاريخ المنطقة، ولكن الفرس قوم يعاندون حتى أنفسهم . ويطلقون النار ليس على من يتبعهم، بل حتى على أقدامهم ..! فقد نالوا هداية إلهية بهدايتهم للإسلام ، ولكنهم وبهوس حكم وقيادة جنوني، أنشق الصفويون عن الاسلام وأقاموا المذهب الصفوي الإسلامي شكلياً، والمعادي للإسلام جوهرياً، وكل هذا لأسباب سياسية توسعية لا علاقة لها بالدين . فحرموا من السكون والهداية والحكمة . فات الصفويين أن الرابطة القومية لا تقل قوة عن الرابطة الدينية، والعرب الأمة الكبيرة الممتدة على ثلاث قارات، بحوالي 2 مليار نسمة، ولكنهم ينكرون أي من العنصرين : العروبة والإسلام، فيقول علماءهم ومفكريهم :
" لا عروبة بدون إسلام، ولا إسلام بلا عروبة" ولينظروا كيف قديما وحديثا قاتل المسيحيون وهو أصحاب رسالة ونبي، قاتلوا قوى مسيحية إلى جانب أشقاءهم العرب، وقاتل عرب مسلمون إلى جانب المسيحيين في فلسطين. وأول شهيد في الثورة الفلسطينية كان مسيحياً .
الآذريين وهم (في الغالب) مسلمون شيعة، إلا أنهم في المسألة الوطنية والقومية يلتحقون بآذريي الشمال. الصفويون يتنكرون للحقائق التاريخية، وينسجون قصصا وخرافات بدل الحقائق التاريخ الموضوعية. وليطول هذا الليل الآذري، والعربي ولكن يوما ما ستحل النهاية ... , ستكون حاسمة ...! وفي العراق نقول " راح الكثير وبقى القليل ...!

إرسال تعليق