مشاهدات
د.سعد الدوري
كَثيرُون يأملون بعد إنهاء دور "حزب الله وقياداته" في لبنان .. والتغييّر المفاجئ في سوريا وسكُوت الولايات المتحدة "الملغوم" عن تَحرير سوريا وإزاحة "نظامه الشيعوي العلوي", مع ما لَحقتهُ مِن بعض الإجراءات والتَحرُكات الأميريكية في المنطقة - في أنَّ هُناك إستعدادات لتوجيه "ضربات" موجُعة تُنهي قدرات (إيران) وَستُؤدي الىٰ خلع (نظام الملالي) مِن جذوره ..! يؤسفنا القول - أمثال هؤلاء أشبه بِحال "تنبل أبو رطبة" - الذّي يَضطَجِع تحت (نخلة يَنتظِّر تَمرة) - قد تَنضُج وتَسقط في فَمه المَفتوح !! ونعتقد هؤلاء بحاجة للذهاب الىٰ "طبيب نفساني أو سيد أو مُلًة" لِيعمل لهم "حِجاب" - لعلهُ يُبعد عَنهُم أوهامهُم النفسيّة .! الحَقيقة - لا أميريكا ولا الكيان الصهيوني يمكنهما التَفريط بإيران الخمينية التي هي نتاج جهود سنوات طويلة مِن التخطيط والتنفيذ - مُنذ عقد الثلاثينيات القَرن الماضي - طبخّة تم إعدادها في "المطابخ الأنكلو صهيو أميركية" .. وَما تصريحات (ترامپ -رجل البوكر) بِمُجملها - إلا عن مُداعبات - علىٰ غِرار القول الشعبي العراقي - «چبُگلک چبُگلي» - ولو تَمعنّا بِتصريحه الأخير - الأقل مُداعبة ومُلاطفّة - (لإيران الخمينية) - قال فيها - (( أنَّ التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، سَتُفجِّر إيران وتُشتتها إلى أشلاء، ماهو إلا أمرٌ مبالغ فِيه إلى حد كبير )) .! مثل هٰذا التصريح يَتقارب بِشكل لطيف دقيق مع مغزىٰ "العِبارة العراقية الشعبية" - التي تقول - « يَمعود - هاي شبيك تَره دَانتشاقه » حينما يَتلاطفُون "كمُزحة" بَينهُم .. هذه العبارة العراقية كفيلة بِحل جميع عُقد والتشكيك بالمُداعبات واللطافة المُمازحة "الأميريكية الترامپية" لإيران التي نقصدها .. أما بَقيّة تَصريحات (ترامپ) بِمضامينها تَحمِّل ذات المَغازي - التي يُغازل فيها بالقول -إيران جميلة وَقوية .. وستكون عظيمة .. وسَوف نَحتفل قريباً بعقد إتفاقيات رائعة معها ...الخ !
كأن قوله "سَتكُون عظيمة" - تحمِّل في طياتها - في أن (التعهد) - لإيران و"أذرعها الشيعوية" - مازال قائماً !؟ - وهو "التعهد" الذي سَيضمّن "لايران" أن تكون عظيمة بِثروات العراق هي وأعوانها وميليشياتها هلال ثلاثة عقد الباقية مِن فترة (التعهد) .! يا إخواني وأخواتي عراق اليوم هٰذا "التعهد" سنبينه لكم بِالتفصيل - إذ يَتضمنْ أن يكون - العراق (البنك المركزي) - التابع - (لِشركة الحُلفاء الثلاث) - (أميريكا والناتو والصهيونية العالمية - الماسونية و إيران الخمينية - الشيعوية) - وَالشريك الأخير -:"إيران" - تتولىٰ إدارته تحت أشراف الشريكين الآخرين ! لِذا - عملية التخلّي الأميريكي والصهيوني عن "إيران الخمينية" ضربٌ من الخيال- لأن التخلي عنها - سيكون غَباء نادر في نوعه - فهو يعنّي ضياع جُهود قَرن كامل سُدىً وإنهاءاً لِلمشروع (الهلال الشٌيعوي)، الذي كَلف الكثير للبدء في تَنفيذه .. وكذلك يعنِّي التفريط "بالورقة الرابحة" في إستنزاف العَرب والإسلام تلك (الورقة) التي يَعشقها (مستر ترامب) - بِجنون - لأنها بالضبط تحملُ مَعنىٰ إسمه (ترامپ - الورقة الرابحة) .! لكن المطلُوب مِن كل ما جَرىٰ وَيجري من حركات وَتصريحات ومُداعبات هي ليست أكثر من مُجرد تنبيه لإيران- (جَرَّت إذن) - "للمدير المفوض" - بأدارة (البنك المركزي - العراق) - وَأن لا يتجاوز الحدود المَرسُومة له وِفق مُخطط (الهلال الشيعوي) و "التعهد" القائم بينهم .! خصوصاً بَعد فلتان "الميليشيات الشيعوية" في التَجاوز علىٰ (الكيان الأسرائيلي المُدلل) مَع (حرب غزة) ..!
لِهذا السبب كانت قد تلاحقت "التصريحات الإيرانية" واحدة تلو الأخرىٰ- أنها غير مسؤولة عن (فَلتانها) .. وكأنها تُقدم أعتذاراً "لِشريكيها"! أي بعبارة أخرىٰ -(الروم والصهاينّة) - يُريدان "إيران الخُمينية" علىٰ طريقتهم المرسومة والمُتفق عليها وِفق "طِراز أمريكي صهيُوني" مِن دُون أي تجاوز إيران وِفقاً "لِعقليتها الشيعوية" الخاصة بها ، ومن دون أن تتَمادىٰ وتُبالغ في أحلامها وغاياتها الشيعوية ! وعليه تبقىٰ (المدير المفوض) لإدارة (بنك المركزي) بوجود (أذرعها الشيعوية) علىٰ مدىٰ (خمسين عاماً) المُتفق والمُتعاهد عليه - قبل غزو العراق .. هٰذا "الخمسون عام" - سَبق وَكشف عنه النقاب العَميل الخائن (مشعان الجبوري) بكل وضوح في إحدى القنوات الفضائية العام الماضي .. ولكن لَم نلحظ أيّاً كان قد إنتبه إليه .! عذراً - لأُقسم شَعرنّا بِخَشيّة راودت نفوسنا - مع ذكرنا "الخمسِين عاماً" - ضِرار هٰذه الخَشيّة - أن يُداوِم العِراقيون على تقاعُسِهم مِن عَدم الإعتماد على الذات في تحرير وطنهم وينتظروا قضاء الأعوام المّتبقية من (الخمسين) - ويكون مثلهُم أنكىٰ مِن مِثال - (تنبل أبو رطبة)..! وَ يتناسُوا أنَّ (الخمسين عاماً) - يَكفِّل وفق مخططات أعداء العراق - تغيير "جيلين ونصف" الجيل مِن أجيال العراق ، التي لا تَورٍث ما يُثير القلق مِن القِيّم الروحية والثورية الوطنية والقومية وأخلاق الأجيال السابقة لها التي هي أيضاً - سيكون علىٰ الأقل "جيلين" منها في القبور .! هٰذا إلىٰ جانب ما يجري عن قصد من فَتح الأبواب لتغلغل (الجنسيات الشيعوية المتنوعة - الفارسية والبنغالية والهندية) وغيرها .. ومَنح التسهيلات الوظيفية والمعيشية لها - سَيتحقق تَغييّر جذري في (الهوية الوطنية للشعب العراقي) ليتحول الىٰ "هوية" - يُمكن تَسميتها " هوية سكانية - سُكان العراق) .. يَتألف من طوائف وأقليات وإثنيات ولغات وعادات وثقافات وأخلاقيات وديانات - لايمكن لها أن تتفق أو تَنسجِم فِيما بينها وتفتقر لكل شروط الوحدة الاجتماعية .. تَحكُمهم قوانين - تَمتاز فقط بِنيزّة تنظيم (ضوابط سكانية) خالية مِن كُل معاني (المواطنة) السابقة - التي كانت تَحكُم (شعب العراق) كشعب له سِماته وَشَخصيته المُتميزّة ويمتلك أرضاً إسمهُ العِراق .! علىٰ هٰذا الأساس مِن التصور يَستوجب قِياس تثَمين تَواجد إيران علىٰ الجِسر الأميريكي الصهيوني .!
إرسال تعليق