(( سـَجينٌ عراقي ))

مشاهدات



خالد عثمان السبع


هذه القصيدة كتبتها على اثر ظهور فضيحة( سجن أبي غريب) التي نفذتها قوات الاحتلال الأطلسي الهمجي بحق المعتقلين العراقيين الابرياء الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والإذلال على أيدي من يدعون أنهم متحضرون، وقد جاءوا إلى بلادنا لنشر قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، زورا وبهتانا .

 


سلاماً عِراقَ المَجدِ والذَرِباتِ ............................. بلادَ النَخيلِ الشـُمِّ والبَركـات ِ

عرينَ الأسُودِ الضارياتِ وغابَهـا.......................ودارَ فـخـَـار ٍ زاهِـيَ الشـُـرُفـات

لـئـنْ نالــَتِ الأَقدارُ منكَ بضـُنكَةٍ .....................فَأنتَ الشديدُ الصُلْبُ في الضَنكاتِ

سَخَرتَ بكلّ الفاتحينَ على المدى ....................فـَكُنتَ (المسيحَ) الحيّ بعـدَ ممـَاتِ

تباهى (يهوذا) يومَ باعـَكَ غادراً .................. كـمَـن باعَ فِردوساً بـِبَعـض ِ فُتــَات ِ

فَتِلكَ طبـاعُ الخائنينَ بـِجَهْـلِهم....................... يـَبيعـونَ وَهْـجَ النورِ بالظــُلـُمــــات ِ

وكيفَ تـُباعُ الأَرضُ غَدراً لفـاتح ٍ .................. ِليـَنتـهِكَ الأعراضَ والحـُرُمــات ِ؟

وكيفَ يحــولُ الأكرمـونَ رهائنـاً .......................وتـَقـبـعُ أَبـطـالٌ بـِمُـعْـتــَقـَلاتِ؟!

بـُليتُ بقــَرْح ٍ إذْ أُسِرْتُ وَ سـاقـَني ....................حَقودٌ لِسِـجْن ٍ مُوحِش ِ العَرصاتِ

قََضيبٌ ومِثقابٌ وسـِلكٌ مُكــَهرِبٌ .....................وسـَــــــوط ُعَذابٍ يعتلي جـَنباتي

وقَـيدٌ وسجـّانٌ يلـوكُ شـــتائِمـــاً .......................غـَـليظ ُ الثـنايا..عابسُ القــَسماتِ

يَصيحُ: أَأَنتَ الثائرُ وأنـتَ مَـــــن ......................يـُقاتلُ (بوشاً) مـُوجـِعَ الضـرَبات

أَأَنتَ تقولُ الشعرَ.. تدعو لـثورة ........................تهزُّ الحِمى؟، أَفصِحْ قُبيلَ فـَوات

ويـَهْـزأُ بي ما إنْ تـُقــَلـَّعَ أَظْــفـُري .................وتـرقى لأعـنان ِ الفضَا..صَرخَـاتي

فَأَمسَيتُ من كَرْب ٍأُخايلُ زوجتي ....................تـَئـِنُّ.. ويطـوي السِجْنَ َنوْحُ بَناتـي

ويلـوحُ على الجدران ِطيفٌ كأنـّهُ ....................خَيالٌ لأُميّ .. ساهِــمُ النـَظــــَراتِ

أنا اللَيْثُ مأسورٌ.. بعُـهدةِ فاجـِر ٍ.......................أرى بينَ عينيهِ لـَظـــَى حسَــراتِ

يُحَـــيّرُهُ دَوْمــَـاً تـَجَــدّدُ قـُوّتـــي ....................وصبري على ضَيم ٍ وطُــولُ أَناتي

فَتَسْمو بأَفـلاكِ السماءِ قصائدي ........................وتزأَرُ في وجهِ العِدى كــَلمــِـاتي

لقد كنتُ قبلَ اليومَ أَحْذَرُ غَفْلَتي ........................وأَتـَّقي رجالَ الأَمنِ في خُطُواتي

وأُخْفـِتُ أَنفاسي وأكتمُ غـَيظـَها........................وأدعــو على الباغينَ في الخَلَوات

(فيا أيّها السجانُ أتعبـَك الهــَـذى .......................وَقولٌ بأَنَّ السِجنَ يُصلحُ (عَـاتِ

وإنْ كانَ عِشْقي للعـِــراقِ جـنايةً.....................فها أنا ذا في العِشْـقِ رأسُ جُـــناةِ

لكَ الشُكرُ قد أَلـْهَمْـتَني بعَـزيمة ........................لأَقـوى على التَعليق ِ والفــَلقاتِ

وعـَلّمتَني صدَّ العَذاب ِ وقـَهرَهُ .........................فـعَــادَ حماسـِي لي..وَزادَ ثبَـاتي

فَأَصْبَحتَ بالأَحقادِ أَنتَ مُصفّداً ...........................وبـتُّ أنا الحـرَّ الطلـيقَ بـذاتي

فيا ربُّ غـَوثاً بالعِراقِ وأهلــــِهِ .........................فَـقـد نالَ مِنـّا الهَوانُ نـَوْلَ بُغاةِ

أَيـُرضيكَ أنَّ الكافرين َ تـَسودُنا ......................ويُعْهَدُ حُكْمُ الشعبِ كلّهِ لِطُغاة ِ؟!

وتـَحظى كبارُ العاهِراتِ بحُظْوَة ٍ...................وتُسبى عَذارى العُرْبِ في الطرُقات

وتغفو أُطَيفالٌ جياعٌ على الطِوى.......................فــَتحـيا كأَنعــام ٍ..على فضَــلات ِ

جموعٌ من َالأحـَرار ِتفترشُ الثرى ....................وذا النـِفــْطُ يُعـطى رَيعـُهُ لـِغـُزاةِ

متى صارَ منهاجُ الكفاح ِ جريمة ً.......................وخدمة ُ مـُحتـلٍّ سبيلَ نَجــاة ِ؟!

فياربُّ هَبْ لي بعدَ ضَعف ٍعزيمة ً..................فأَغرُزُ في صَدرِ الخؤون ِ قناتـــي

وأُجري بشريان ِالفُــــؤاد ِحمَِيَّتـي ..................وأُخفي ذَرورَ الأَرضِ في الحَدقـاتِ

وأَغْـرُفُ من كافورِ (دجلــةَ) رَيــَّةً ..................وَأَتـلُ بأَحْضانِ (الفُراتِ) صَلاتـــي

وأُسْرجُ في ليل ِ(الرُصافةِ) من دمي ..................قـناديلَ عـِشـْـق ٍ.. غيرَ مـُنطفئـِــا

وأَحملُ وَجْدَ(الكرخ ِ)بينَ جوانِحي............,......... فَترخُصُ في حفظِ البلادِ حياتــي



تعليقات

أحدث أقدم