إيران: انتفاضة العام الماضي واحتمال حدوث انتفاضات أكبر

مشاهدات

 



هزت انتفاضة وطنية أركان نظام الملالي بأكمله  في العام الماضي ووضعته على وشك الإطاحة به . وقال الخبراء والمسؤولون الأمنيون في النظام في تلخيصهم للوضع إن هذه الانتفاضة لو اتسعت لأدت إلى إسقاط النظام برمته . وسيطر الخوف من تكرارها على النظام بأكمله واعترفوا بأن هناك انتفاضات أكبر في الطريق .

 

وقال الدكتور محسن ريناني الأستاذ الجامعي وأحد محللي النظام المشهورين : "لم يعد هناك أمل في الحكومة !".... النظام محاط للغاية بالباحثين عن الريع لدرجة أنه لم يعد قادرًا على إحداث التغيير... لقد تم استنفاذ رأس المال الاجتماعي للحكومة . وقال الملا محمد  تقي أكبر نجاد مدير مؤسسة الفقاهة والحضارة الإسلامية : "إذا استمر الوضع بهذا المنوال ، سيكون سقوط النظام حتميا . واقترح الخبراء  المواليين للنظام على خامنئي الاعتراف ببعض الحريات ومحاولة تحسين الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني . ووفقا لسلطات النظام، فإن أكثر من 80% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر وأكثر من 40% تحت خط الفقر المطلق ، ورواتب العمال والمدرسين وغيرهم لا توفر سوى ما يكفي لمدة 10-15 يوما من معيشتهم اليومية . وعلى المستوى الإقليمي ، شعر النظام بالتهديد عندما لاحظ تشكيل تحالفات وتحالفات ضد النظام . ولذلك كان خامنئي يبحث عن خطة من شأنها أن تخل بتوازن المنطقة . لكن خامنئي رأى أن أي نوع من التراجع يسبب انقساماً وإسقاط النظام ، ولذلك رأى طريقة التعامل مع الأزمات الداخلية وعزلته الإقليمية والدولية في إشعال حرب كبيرة في المنطقة كان يعدها منذ سنوات .  وكتبت صحيفة همشهري في 28 اكتوبر : "لقد سلطت حرب غزة الضوء على أحد التناقضات الرئيسية للتيار المهيمن في السلطة، وهو زيف مواقفهم الخارجية... قضيتهم ليست فلسطين ولا إسرائيل . مسألتهم هي المزيد من التسلط على الداخل ". وقال أحمد قديري إبيانه الخبير السياسي والأمني للنظام  عبر تلفزيون أفق الرسمي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر2023 : إن طوفان الأقصى كان عونا غير مرئي لأنه أوقف تكرار انتفاضة 2022-2023 ، وكان هذا العون غير المرئي في صالح إيران تماماً ."  وقال وزير مخابرات النظام الملا إسماعيل خطيب ، إن هدف النظام من شن الحرب في المنطقة هو عرقلة انتفاضة الشعب الإيراني وقمع الاحتجاجات وفرض هيمنة النظام على دول المنطقة . التناقض الرئيسي بين المنطقة ورأس الأفعى الموجود في طهران فتأريخ نظام الملالي حافل بخلق الأزمات في الخارج لتجاوز الأزمات الداخلية ، ومؤخرا اعتبر المتحدث بإسم الحرس الثوري، رمضان شريف، عملية طوفان الأقصى انتقاما لقاسم سليماني، وشدد خامنئي شخصياً، الأحد 31 كانون الأول 2023، في لقاء مع عائلة قاسم سليماني، على استمرار التحريض على الحرب في المنطقة تحت عنوان تعزيز جبهة المقاومة. وقال : إن أهم دور وخدمة قدمها سليماني هو إعادة إحياء جبهة المقاومة في المنطقة . وأشاد وثمن جهود قاآني القائد الحالي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقال : يجب أن يستمر خط تعزيز جبهة المقاومة .


التعرف على رأس الأفعی المثير للحرب

وعندما بدأت الحرب في غزة ، كان دور النظام يحيط به هالة من الغموض ولم يذكره إلا قليل من الناس، إلا أن قائد المقاومة الإيرانية أشار إلى أن النظام الإيراني يقف وراء هذا الترويج للحرب ، وأكد: "لقد قمنا بشكل مستمر قلنا ونكرر أن من يريد السلام في الشرق الأوسط فعليه أن يستهدف "رأس الأفعى" وهي الفاشية الدينية الحاكمة في طهران ." وقبل أيام قليلة من بدء حرب غزة ، حذّر خامنئي الدول العربية من أن "الرأي النهائي" لنظام ولاية الفقيه هو أن "الدول التي تلعب مقامرة التطبيع" مع إسرائيل ستخسر، وأضاف أن "الخسارة تنتظرهم". وذكر السيد مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية أن "خامنئي قال بوضوح مرات عديدة إنه إذا أوقف الحرب خارج حدود إيران ، فعليه أن يقاتل مع الشعب المنتفض والشباب الثائر في كرمانشاه وهمدان وأصفهان وطهران وخراسان . لكن النظام الرجعي يصول ويجول في المنطقة الآن وهو على يقين من تقاعس أوروبا وأمريكا، وأنه لن يدفع ثمنا كبيرا وذلك لتجنب انتفاضة الشعب الإيراني . لكن نار الانتفاضة ستشتعل مع جيش الجياع ".

 

ما هو الحل ؟

إذا لم يخرج الوضع عن يد خامنئي مع سياسة احتواء حاسمة ولم يفرض عليه وضع  وتوازن آخر في المنطقة ، فإن الرابح الرئيسي في هذه الحرب هو النظام الحاكم في إيران ، ويکون التفوق لخامنئي في الخطوات المقبلة وسيطرة أكبر على المنطقة .. إن سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الدول الغربية والعربية مع النظام شجعته على القمع الدموي للشعب الإيراني في الداخل وترويج الحرب وتصدير الإرهاب في المنطقة . ومع الكشف عن "رأس الأفعى" الداعي للحرب في بيت ولاية الفقيه ، تتجلى كل يوم في دول المنطقة والعالم العربي أبعاد جديدة لطعن خامنئي للقضية الفلسطينية . خلال هذه الفترة ، قامت العديد من وسائل الإعلام والشخصيات العربية بتحليل أخطبوط نشر الحروب وغرز مخالبه في المنطقة ، مستشهدة بأمثلة واضحة على دور خامنئي التدميري في المنطقة . وطالما أن نظام الملالي في السلطة فلن يتوقف عن شن الحرب والتدخل في المنطقة ولن يسمح بحل القضية الفلسطينية ، وقال وزير خارجية خامنئي حسين أمير عبد اللهيان إن القضية الوحيدة المشتركة بيننا وبين إسرائيل هي معارضة حل الدولتين . ورغم أن النظام الحاكم في إيران يحاول استغلال الحرب في غزة لشراء الوقت لنفسه وتأجيل الانتفاضة في الداخل الإيراني، إلا أن المقاومة الإيرانية أكدت منذ اليوم الأول أن الخاسر الاستراتيجي في هذه الحرب هو نظام الملالي. وإن دخان الحرب التي أشعلها ستعمي عيونه لأنه سعى لابتلاع لقمة أکبر من فمه .

 

طريق الحل الصحيح في داخل إيران :

وخلافا لشعاراته ودعاته للحرب، فإن نظام الملالي ضعيف وهش للغاية داخل إيران . وتستمر أنشطة وحدات المقاومة الموالية لمجاهدي خلق ، والتي لعبت دورا قياديا في الانتفاضة الوطنية ، رغم اعتقال واختفاء 3600 منهم ، وقد وسعت نشاطاتها لكسر الأجواء الخانقة وإشعال انتفاضة جديدة . والآن هو الوقت المناسب للوقوف بحزم أمام النظام الإيراني بالسياسة الصحيحة وسحب مكاسبه من سفك الدماء من حلقه . ومن دون التركيز على هذا النظام باعتباره سبب هذا الوضع، فإن هذا النظام هو الذي سينتصر في النتيجة. وهذا هو المقصود باستهداف رأس الأفعى في طهران . في رسالتها الأخيرة إلى مؤتمر في برلين، وجهت السيدة مريم رجوي رسالتين محددتين إلى حكومات الغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي : 

 

بداية ، لا حل للأزمة والحرب الكارثية في الشرق الأوسط بتجاهل أصل هذه الحرب وأصلها، أي الاستبداد الديني الحاكم في إيران .

ثانياً، إن أربعين عاماً من إسترضاء هذا النظام هو سبب مهم للحرب وعدم الاستقرار في المنطقة . ومن أجل تجنب تكرار أخطاء الماضي، لا بد من اعتماد سياسة حاسمة ضد النظام ودعم نضال الشعب والمقاومة الإيرانية لإنهاء حياة هذا النظام .

 

وقالت السيدة رجوي : نقترح حلاً يتضمن هذه الإجراءات الأربعة :

1ـ إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب .

2 ـ تفعيل آلية الزناد في قرار مجلس الأمن 2231 وضمان التنفيذ الكامل لقرارات المجلس المتعلقة بالمشاريع النووية للنظام والعقوبات الشاملة .

3 ـ إعتبار النظام تهديداً عاجلاً للسلم والأمن العالميين وإدراجه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .

4 ـ الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام والكفاح الشجاع للشباب الثائر ضد الحرس الثوري .

سيدفع الشعب الإيراني ثمن هذا الحل ، لكن الإطاحة بهذا النظام ستجلب السلام والأمن للعالم أجمع” .

تعليقات

أحدث أقدم