شكك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في إعلان وسطاء إقليميين التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وبالدخول في حوار سياسي . وسعت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والولايات المتحدة والسعودية للتوسط في إنهاء الصراع الدائر بين الطرفين منذ ثمانية أشهر، وأودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص وشرّد أكثر من 6.5 مليون وألحق أضرارا بالغة باقتصاد البلاد .
وقالت إيغاد إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتفقا على أن يجتمعا لأول مرة منذ اندلاع القتال بينهما قبل ثمانية أشهر وعلى اقتراح لوقف غير مشروط لإطلاق النار . لكن وزارة الخارجية المؤيدة لموقف الجيش قالت في بيان إنها لا تعترف ببيان إيغاد لأنه لم يتضمن الملاحظات التي قدمتها خاصة أن الاجتماع مع حميدتي مشروط بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم . وفي الوقت نفسه قالت قوات الدعم السريع إن قبولها للاجتماع مشروط بعدم حضور البرهان بصفته رئيسا لمجلس السيادة الحاكم وهو المنصب الذي يشغله منذ عام 2019 عندما اتحد الجيش وقوات الدعم السريع للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير .
ومن غير المرجح أن يقبل الجيش الذي يعتبر الحرب بمثابة تمرد من قوات الدعم السريع مثل هذا الشرط . وانتهت محادثات توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري دون إحراز أي تقدم في إجراءات بناء الثقة المتفق عليها مسبقا أو وقف إطلاق النار . وتعاون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019 ونفذا انقلابا في 2021 لكن الصراع اندلع بينهما في أبريل بسبب الخلاف على خطة لمرحلة انتقالية جديدة . وتسبب الصراع في مقتل أكثر من عشرة آلاف، وتشريد أكثر من 6.5 مليون شخص داخل وخارج السودان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة .
إرسال تعليق