د.سعد الدوري
كُنا تطرقنا في القسم السابق من المقال تصنيف أنواع أو تفريعات (الشيعوقراطية) في العراق .. وهُنا سنَستمر في سَرُّد إستحقاقاتها مٌن تسميّات في تصنيفها ... فيَبرز أمامنا - نوع آخر من بين طرازات (الديمقراطية) التي أُستخلِقت وإستفحَلت في العِراق - وهو طِراز غير خُلقي - يُمكن تَسمِيتٌّه - (الإستضراطقراطِية) - نِسبةً إلىٰ الألفاظ (اللاأخلاقية) التي يَستخدِّمها زعماء (آل شيعيشع) .. حينما يَخلعُّون أقنعتهم .
(الديموقراطية العِلجية ) - التي صَممها لهم العلوج - لأغراض تمثيلية - لِخِداع "العقل الجمعي العراقي" .. ومن بَعدِها يُمارسون الهِزوا .. الإستهزاء - (بالديمقراطية) .. باللعنات والسباب والتجوال في الشوارع والبنادق في الأيادي والتهديد بٌِتركيع نتائج الإنتخابات لصالحهم .. بَعد كل تَعاليات صَرخات مخاضاتِها الوٌلادية "القيصرية" .!! في الحقيقة أن صورة "النظام السياسي" - (الشرموطقراطي- الشعيوقراطي) - يبدو وكأنهُ (قِطار) فوق (سِكة) - لا نهاية لها - يَتكون مِن ((فارگونات عربات)) - سياسية - يتجاوز عَددها اليوم أكثر من (210 ) كيان - (فارگون) - سياسي .. والكُل الذين فيه يَصرِخون وَيُلوحِون ويُحيٌّون الشعب مِن نوافذ (فارگوناته) وِفق - تَحالفات وتكتلات - تتوزع تسمياتها في أشكال ما كان قد أتى به قاموس أي مجتمع سياسي مِن قَبل بِسُلطان !! وَ هي تَستقل (الفارگونات) - "كشرِكات سياسية تِجارية " - لا أكثر - تَحت مُسمّيات متعددة - دولة القانون .. والفانون .. الفضائيون .. سائرون .. والنصر .. والحكمة .. والفتح .. والمتشائمون والمتفائلون .. والحُفاة و المُنتعلون)) .!! ترتبط جميعها بعضها ببعض تُجُّرها ((ماكنة قٌطار رومية)) ... يقودها (سواق فُرس عَجم) .. و(التِيتيُون فيها) - قاطعي التذاكر - شيعويون) - وعُمال الخِدمة فيها مَزيج من "زعامات قَذِرّة" يَنتسبُون لِطوائف وأقليات عِرقية ودينية - المُتبقية - علىٰ "حَافات المِياه السياسية" العراقية .. كل مِن ( رُكاب) تلك (الفارگونات) السياسية لهُم هدف واحد - وهو أسمىٰ ما يُؤمنون به - هو بلوغ محطات مَواقع ومراكز في (السلطات الثلاثة) في "عراق اللادولة" .. لِتعبئة ( فارگونه) من حمولة من خيرات وثروات العراق أقصىٰ ما يُمكنهم .. لِتحقيق (تعويض تجاري) مُضاعف لِتلك " الرشاوي" وأثمان - "البيع والشراء" التي دفعوها من أجل كسب المقاعد .!! وإستناداً علىٰ القاعدة (التجربوية) - للخونة والعملاء - التي تقول - ((كلٌّ لهُ حِصتّه وِفق قُدرّتِه)) ..!! ومهما إختلفت تراتيبهم التَسلسُلِّية في نتائج الإنتخابات .. وهٰذا ما قد ثبت بِوضوح في تجارب "طبخات" - دورات الإنتخابات (الخمسّة) التي مَضَّت ..!! هذا الطٌراز مِن "الإستضراطقراطية" - الإستهزاء (بمعايير الديمقراطية) يَتجلىٰ واضحاً أيضاً في "السلوكيات القولية" القائمين والمساهمين فيها - في جلساتهم الخاصة ووِفق ثُبوتيات و"تسريبات" ماتتناقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي عنهم من خلال منشورات صوتية وكتابية ومرئية ..! ومن هٰذه العبارات اللفظية المعيبّة - مثلاً - العبارة العراقية - (خوش طييي ز) أو (أخاف ما تقبل) .. (لا طييي ز أحسن) .. وما تماثلها مِن عبارات ساقطة !! لاندري كيف يمكن أن يؤمل من (أُناس) يَستخفون ويستهزءون (بالديمقراطية) أن يعملوا علىٰ إحترام تطبيقاتها ..؟! ومثال ذلك "مسرحيات" التي تلت الأنتخابات الأخيرة التي تزامنت مع (لطميات شعبانيات 2021) والتي تَبعتها شُهور من (مسرحية - صراعات تشكيل الحكومة) بِين تيارات "الهياكل الشيعوية" .. والتي لا يمكن تسميتها - باللفظة العراقية - إلا ”إستضراطاً“ ..!! بالإضافة لٌما تضمنّتها من "عنتريات" وتهديدات .. ومُداهمات (بِعباءات ”سوپرمانية بيضاء ) - ”مبنىٰ پرلمان النظام“ . أو حَمّل (الكلاشنكوف) و التجول ( الرامبوي) في شوارع منطقة خضراء الدمن) .. و ثم من بعد إنتهت بِعقد (صَفقات) من دون أي إحترام لتقاليد "إنتخابية ديمقراطية" ولو علىٰ أدنىٰ مستويات (التفقر) في (الأخلاق السياسية) ..!!
ومن أبرز الأدِّلة (الإستضراطقراطية) تلك المحادثات التي تم تَسرِيبها في الحوارات غير متزنة واللأخلاقية التي خاضها "المالكي القريضعي" بينه وبين ((شلل العصابات)) المُتآزرة والمتحالفة معه - التي وردّ في عبارات أحدهم وهو يُخاطِب (المالكي) بالقول - ((فقط نريد عَونكُم - ودعمكم - وتعطُونّا "مطار ومّدرجات" - فلدينا كل الأسلحة .. طائرات .. دبابات .. مدافع .. صواريخ عابرة للقارات ..)) !! وسيثبت كيف أنهُ قادر علىٰ تصفية مُعارضٌيهم . ومَن يقف عائقاً أمامهم .!! وثـم تَوج (القُريضعي) صور (الإستضراطية للإنتخابات الديمقراطية) بنزوله في الشارع وهو يتمختّر في شوارع بغداد وبيده (كلاشنكوف) هو وعِصابته وحِمايته ..!! يعود السبب الأساس لظهور هٰذا الطراز من (الإستضراطقراطية) في حقل السياسة العراقية - لإدراك القائمين بها - وهم يمثلون أبرز أقطاب في "هيكلية النظام السياسي" - [أنّهُ .. لا .. حَظٌ لهُم ولا فرصة لهُم في البقاء] - فيما لو تمت تطبيقات (الديمقراطية الصحيحة) وتم الإلتزام بقواعدها كما يَستوجب تَسميتها "الرومية الدارجة" ..! هٰذا ومن دون أن يكون الشعب بِحاجة إلىٰ "ثورة شعبية" لٌمَسحِ - الخونّة والعملاء - من وجه أرض العِراق شبرا شبرا .!! نعم بٌكل تأكيد - سوف لايُذِّر لَهُم بَقاءاً .. ولا وِلدا ولا حَفيدا في كل العراق .. لأنّ وفق إستحقاقات الديمقراطية النزيهة "بمفهومها التَرويجِّي الرومي" - سيتم مثول جميع ( الإستضراطقيون) أمام محاكمات عادلة .. لما أرتكبوه من جرائم سياسية واجتماعية وإقتصادية ومن عمالة وخيانة للوطن والدين والشعب .. ليس لها أي مثيل في كل تجارب الأشكال البشرية في أنكىٰ صورها الإنتكاسية !
سنعود مرة أخرىٰ لتصنيف الأشكال الأخرىٰ من فروع ( الشرموطقراطية ) …!! في القسم اللاحق من المقال ( القسم الرابع) !! وشكراً لمتابعتكم ..

إرسال تعليق