العراق بلد المطاعم والمولات والعقارات

مشاهدات




 د.  نزار محمود


منذ العام 1980 وتحديداً منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية لم يشهد العراق أمناً واستقراراً ولم تتوقف حمامات الدم والصراعات فيه . لقد أخطأ ساسة العراق مرات عديدة، في أحلامهم القومية وفي عصبياتهم المذهبية وفي تطاحناتهم على السلطة . كل هذه أدت الى غزوه واحتلاله وتدمير سيادته وتفريق شعبه وتحطيم اقتصاده وتقزيم قوته وضياع هويته وتنازله عن دوره الإنساني وتنكره لحضارته .

 

وبعد الحرب والحصار والغزو واسقاط نظامه القومي واحتلاله عام 2003 وتدمير بنيته السياسية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية ، لم يعد للعراق من سبيل ومنقذ غير ثروته النفطية التي يحتاجها من هاجمه وغزاه واحتله . فكان لهم ما أرادوا. لم يعد هناك من صناعة أو زراعة تذكر، ولم يعد لثقافة الانتاج والاكتفاء الذاتي من وجود، لا بل ولتلك الغيرة الوطنية من مكان في عقول وقلوب اكثر الناس . لقد تحولت أحلام الناس الى بطون كبيرة ، والى أجساد تريد عرض أنفسها في ما ترتديه، والى العيش في الفلل الفارهة . أليست هذه هي غاية سعادة الانسان في دنياه ؟ أقصد بها سعادة غالبية العراقيين اليوم، بعد ما عانوه من خوف وجوع ونزوح ؟ من هنا فليس من العجب اذن أن نرى اليوم المطاعم تلو المطاعم ، والمولات تلو المولات ، ولا نسمع اليوم حديثاً في الاستثمار سوى عن اسعار العقارات !


تعليقات

أحدث أقدم