معارض الكتب.. جسر للمعرفة

مشاهدات

 


فاطمة المزروعي



معارض الكتب مناسبة معرفية جميلة، تجمع فيها مختلف الاهتمامات، تشاهد جموعاً من الناس يستهويها الاطلاع والمعرفة والثقافة وغيرها من الفنون، إننا على بعد ساعات من افتتاح معرض أبوظبي الدولي في دورته 32، إنها مناسبة يمكن استغلالها للحصول على المعارف والكتب في مختلف الجوانب، فهناك من يبحث عن كتب في التاريخ، وهناك من يتجه للحصول على الكتب التراثية ، ويستلهم من قيم الآباء والأجداد التسامح والعفو والكرم ، وهناك من يجد في الأدب والروايات والنقد ضالته، وهناك من يتجه للشعر ودواوين الشعراء، وهناك من يعشق كتب أدب الرحلات ويرغب بالسفر والطيران في بقاع العالم، واقتناء القصص لأطفاله والاستمتاع معهم بالعوالم الخيالية.. الجميع يسعى للمعرفة وتنمية العقول.

 

وتعتبر معارض الكتب، مناسبة للاحتفاء بالكتاب والكلمة.. مناسبة يجتمع فيها عشاق الكتب والقراءة لاقتناء الكتب الثقافية والأدبية والعلمية والعملية وغيرها، والبعض يرغب بتأسيس مكتبة خاصة أو شخصية له ولأفراد العائلة . في معارض الكتب هناك فرصة لتحقيق مثل هذه الرغبات وتحويلها لحقائق، كما أن هناك الكثير من الجلسات المعرفية والثقافية والأدبية والتراثية والتاريخية التي يمكن حضورها والاستفادة منها، وحتى المشاركة في المناقشة وطرح الأسئلة، ولا ننسى حضور جلسات التواقيع. في معارض الكتب هناك وعي كبير من الحضور بأهمية المناسبات المعرفية على اختلاف أنواعها، والتفاعل معها، وأتوقع من الضرورة قبل أي معرض أن يكون لدينا وعي بأهمية إعداد قائمة بما نرغب به من عناوين وإصدارات نود شراءها . قبل كل معرض ثقافي تتصاعد الأسئلة في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى منصات «الانستغرام» و«تويتر»، ما هي الكتب المهمة والإصدارات الجديدة ؟ هل هناك عناوين معينة ؟ أرغب في تطوير نفسي ما هي الكتب المهمة ؟ أرغب بشراء كتب لأطفالي بماذا تنصحونني ؟ كلها أسئلة تطرح قبل أي معرض، ومن الصعوبة الرد عليها نظراً لاختلاف قراءات وميولات كل شخص عن الآخر، فهناك من يحب كتب تطوير الذات، ويمكن لها أن تفيده في حياته الاجتماعية والوظيفية، وهناك من يجد نفسه في الجوانب السياسية والتحليل والنقد، وهناك من يحب الروايات الاجتماعية ، وآخر الروايات البوليسية وهكذا..

 

يقول المؤلف الأمريكي المتخصص في برامج تطوير الذات، أنتوني روبنز: «العديد من الناس يشترون الكتب، لكنهم لا يتعدون قراءة الفصل الأول»!.. المشكلة ليست في شراء الكتب واقتنائها، المشكلة أن البعض لا يعرف كيف يختار الكتب التي تناسبه أو تناسب ثقافته وميولاته وما يجذبه، والعديد لا يجيد فنون القراءة ولا وقتها ولا كيفية الاستعداد لها، فهناك دورات متخصصة في القراءة السريعة والتحليلية والنقدية وغيرها، إن تلك الدورات سوف تساعدنا في طريقة اختيار الكتب والقراءة، وسوف تساهم هذه الدورات في زيادة الوعي بشراء الكتاب، لأن الكتاب لا يشبه أي سلعة . إنها دعوة للجميع لزيارة معرض أبوظبي للكتاب ، واقتناء ما تحبونه من الكتب والقصص وغيرها . 


المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم