أمراض مجتمعية

مشاهدات

 





عدي سمير الحساني*


تجتاح المجتمعات الإنسانية امراض واوبئة كثيرة منها ما انتهت وتلاشت منذُ زمن طويل وذلك بمعالجتها والقضاء عليها وأصبحت من ذاكرة الماضي، ولعل اخرها وباء (كورونا) العالمي الذي حصد ارواحاً كثيرة وترك اثار لدى البعض الذي هو على قيد الحياة، فقد كان لهذا الوباء الأثر الواضح على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والفنية وكل شيء حتى انه اثر في النفس البشرية التي عادت الى جادة صوابها واصبح الموت قريب جداً حيث تركنا ملذات الحياة واصبح جُل تفكيرنا كيفية المحافظة على انفسنا حتى من اقرب المقربين.


فقد كان ذلك درساً من دروس الحياة الصعبة تغيرت معه المفاهيم الاجتماعية والإنسانية وصادرت معها بعض الانحرافات العشوائية التي طرأت على المجتمعات البشرية وأغُلقت أبواب الفساد بجميع انواعه واهمها (الفساد الإنساني) وتراجعت معه التعاملات الزائفة التي اثرت بشكل مباشر على المعنى الحقيقي للإنسانية السمحاء والتي من المفترض ان تكون سائدة في مجتمعاتنا ضمن اطارها العام ضمن المفاهيم الدينية والإنسانية والأدبية. لذا عادت العلاقات الى سابق عهدها قبل التحولات اللاانسانية التي اخترقتها بشكل ناعم وسريع وشوهت الصورة الناصعة للتسامح البشري.


معجزات الهية


لذلك كانت صعقة للعقول البشرية بعد ان تناسى البشر المعجزات الإلهية التي توارثناها تاريخياً واصبحنا نستذكرها عند مرورنا بالماضي فمنا مصدقاً لها والبعض ناكراً لها ولكنها حقيقة واقعية وعقوبات آنية للمجتمعات السابفة ورسائل تحذيرية للمجتمعات المتعاقبة.


ولكن لازالت الامراض النفسية بتزايد مستمر فما النفاق والكذب والغيبة وانتهاك الحقوق الاجتماعية والاُسرية والشخصية وغيرها الا امراض اصُيب بها بعض الذين اكتسبوا مناعة ضد أي علاجات نفسية متعكزين على مصالحهم الشخصية التي تتطلب (بأعتقادهم) ان يكونوا أدوات شيطانية ضد الاخرين المقربين منهم والبعيدين دون أي التفاتة الى مصائب الدنيا وأهوالها.


بحيث أصبحت ضمن ثقافاتهم التي يتفاخرون بها مع انفسهم ومصدر قوتهم مع الاخرين تقربهم منهم مع مسح الاكتاف ولعق الأحذية ليتصدروا قوائم المُقربين ويكونوا في ظل الغيوم الوبائية الحاجبة عن حقيقتهم وبمأمن من شمس الحقيقة لان ظهورها حارق ومارق لهم.


فماذا يتصور هؤلاء؟ هل بمعتقدهم ان التعاليم الدينية والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية والأعراف الطبيعية ستتغير؟! ماهذا الوهم الا يعلموا انها ثوابت مؤسسة ومُغيرة لكل عواج!


حقائق ثابتة لامغير لها وموجبة السير على نهجها ضمن أسس شاخصة وبناء مرصوص وطرُق معبدة وصولاً الى الصقل الصحيح للنفوس البشرية وبما يضمن التعايش المجتمعي السليم ضمن الاطار الإنساني الصحيح والاهداف السامية وصولاً الى الواقع الاجتماعي الافتراضي.


*استاذ مساعد دكتور لواء


تعليقات

أحدث أقدم