د. نزار محمود
قال الله تعالى :
" المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا"
لقد شغل المال بال الإنسان منذ أن بدأ يتعامل مع أقرانه من البشر. وبالطبع فقد اتخذ المال وارتباطه بالملكية والتملك أشكالاً تطورت مع الزمن . فالمال حاجة وقوة وهدف ووسيلة. وهو سلطان يحكم غير أنه قد يهلك صاحبه بسبب فقدانه أو السعي اليه أو بسبب كثرته والعبث به ! والمال وامتلاكه أو حيازته قد صنف وفرق البشر بين أغنياء وفقراء وأحياناً بين أقوياء وضعفاء .
وفي المال قيل الكثير فهماً وفلسفة وسياسة واقتصاد . فالمال عند التاجر غيره عند المتصوف. والموظف يحسب دراهمه لسداد تكاليف معيشته واسرته. في حين لا يعرف قيمة المال الا من استثقل دينه!
وكم صنف الناس بين كريم وبخيل فكيف كانت مكانة الكريم واين انتهى اليه الحديث في البخلاء . عندما تزف ساعة الرحيل سيتذكر الإنسان قيمة ما تركه من مال من ناحية وما يمضي وهو مدين به من ناحية أخرى ! ربما تذكر كم كان مقصراً على نفسه أو أهله أو من سأله حاجة لم يلبيها وكان قادراً عليها. أو ربما تذكر كم ظلم نفسه في نهب هنا وسرقة هناك ليجمع ثروة زائلة عنه عند موته . " ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا" كم هي حكمة عظيمة وقاعدة تصرف وسلوك ثمينة ومبدأ هام في الادارة المالية .
وفي الختام أقول :
طوبى لمن انعم الله عليه في عدم الحاجة الى الآخرين في عيشه ومن هو مسؤول عنهم وكم هو بخيت من طاب ماله وأعان به ما استطاع غيره .
إرسال تعليق