أوراد ملحمية ثائرة ... الحقيقة : الجزء الثاني

مشاهدات



 

د. محمد الموسوي

 كاتب وشاعر عراقي


نعم توارثنا تاريخاً حافلا بالكذب
مثقلا بالوهم بالكذب يتلو أساطيراً
والحقيقة باتت أُسطورة في أمة وهم ..
تفترش الارض خيالاً وتتلحف بالوحل
نفترش الأرض خيالاً ونتلحف بالوحل .
نعم توارثنا تاريخاً حافلا بالكذب
مثقلا بالوهم بالكذب يتلو أساطيراً
والحقيقة باتت أُسطورة في أمة وهم ..
تفترش الارض خيالاً وتتلحف بالوحل

قالوا إنكم لحضارات قديمة ينتمي كلنا أو البعض منا إليها .، وما دام الكل بطبيعة الأمر الواقع منتمون لهذا المكان فإن ميراثه الحضاري بما في ذلك الأساطير ملك لهم ما داموا بعيدين عن الهراء وثقافة العنصرية.، وبالرغمِ من كثرة الأساطير والخرافات في هذا الجزء من التاريخ الذي لم يبلور شيئا في واقع اليوم فإنه أكثر سلميةً و نقاءاً واقل ضرراً من الجزء الآخر من التاريخ الذي يتصل بنا وورثناه عن القرون القريبة من حياتنا الجارية، وبين سطور وجدت فيها مديحا بلغ حد الخيال، وسطور أخرى حوت رعبا وخوفا فاح من حدة الإفراط في التمجيد والتبجيل في غير موضعه، وصفحات مجد هنا، وعالمٌ من الولاءِ والجمالِ هناك، وصفحات دم هنا تقضي على الجمال والولاء قيل إنه دمٌ ليُحق الحق، ثم بدا من بعد ذلك أنه دمٌ يُحق سلطة وينصب سلطاناً ويُورث مُلكاً وسلطاناً ويهب ما لم يكن يملكه، وينسب لذاته ما ليس له ويسجل نصراً بإسم العقيدة بينما هو نصراً لأجل ملكٍ وحكمٍ ونوايا شريرة ما كانت لِتُكتب عليهم من قوة خفية وانما سطروها في أذهانهم وواروها بعيداً بعيدا عن الأعينِ والعقول في دهاليز ظلام الشر .، وبينما أنا على هذا الحال أتابع بشغف ما أراه على حقيقته لأول مرة في هذه المدونات رغم قراءاتي الكثيرة السابقة لها دوت وتهادت إلى مسامعي المتعددة اليقظة في اعتكافي الذهني المتقد وعيناي اللتان تقومان بمسح دقيق متبصر لكل المفردات والمعاني والإيماءات وبواطن الأمور في تلك المسرودات التاريخية، دوت وتهادت إلى مسامعي نداءات بنغمة من حرير معطر يروي الروح عند ملمسه كانت تغريدات لحبيبتي الحالمة في مخدعها إذ حضرتها ومضات الإشعاع ذاتها فأفرزت تغريدات أحلام جميلة تقول :


يا حبي يا بستان النور
خضراء أراضيك
يا ورداً سرمدياً
طغى على كل الورود
يا ورداً على شوك
بك الأيام تشدو وتحلو
وشوكك لآمال الاحرار حصن ومنأى
عن ظلم العبيد وشرور السائبين تنأى
يا حبي وفخري وزينة العمري
.. حبي..
أيا حبي من نومي أناجيك
أن أفض جوداً على كرمِ
كرمٌ يتلحف بالسخاء الفياض
من روحك المتسعة الممتدة
تلك لحظات مجدك بعد أن أسقيتني
وأسقيتني بعد ظمأ لم يرتوي
ولن يرتوي وخلت أنك رويتني
تلك لحظات زهوك .. مجدك وسعدك
مد يدك واستدعي الجلاد من محاضنه
واجلد ما بين الأيادي من ظلم الورى
وأصنع لي النور ميراثاً أتركه
أتركه خلفي للأيام للأنام مع الورى
وزد حبا زد هياماً وارتوي
واروي عني قفار أمة
قفار أمة بعد إغواء قد هوت
بعد إغواء بعد بغي تنكفي
وسل سليلاً من ريش حرٍ أصيلٍ
وأطعمه حبراً من دواةٍ هوت بشيخوختها
إلى سحيقٍ عن الحقيقةِ تبتعد
ومر بأصيل ريشك الحر في جمالها تنتشي
تعد إلى ربيع زهوها تٌسل سيلاً
تُسل فكراً يروي روضاً
روضاً من الجمال كان قد أفل
ودر علينا على الأجيال بالحقيقة من درر
ذاك حبك ذاك حبي يفضي زهواً
يفضي جمالاً وللخطايا على الأرض قد غفر
ودع الحساب على من خلق
يأتوه يوما بالأوزار لا مفر
واحذر الشر بالمفاتن بالغانيات
بالمفاتن بالغانيات بمال سوء قد حضر
بمال سوء قد حضر ... ... ...
وهنا دوت صيحة قبيحة

 
يتبع ..

تعليقات

أحدث أقدم