على عتبة الأربعين 

مشاهدات


 

سحر النصراوي


لست أدري أهو تاريخ إنسحاب الوهم و بداية الحياة الحقيقية .. أم هو تاريخ توديع جذوة الأحلام المتقدة والاكتفاء بواقع شحيح العطاء . أقف وأنا على بعد يوم من الأربعين حائرة  تتلاطمني نفس الأسئلة التي كنت أظنني قد تيقنت من إجاباتها  لألاقي نفس الصمت الكوني والتجاهل .

 

ما الذي حققته وما الذي سيؤول إليه ما لم أحققه ؟

هل يستحق الأمر كل هذا العناء ..؟

 

أنا وإلى حد هذه الساعة لا أملك أي يقين يقيني شر الانزلاقات التي التي تلي تبخر الأحلام والتحاقها بالذاكرة .... لا أريد لأحلامي أن تتحول إلى مجرد ذاكرة أقف على أطلالها ساعة حنين ..... أنا امرأة تجل الفرح و تحترم الحياة و تجيد تقديرها لن يليق بي أن أتحول إلى شبح يستظل بأماني معلقة ..

 

أسئلة كثيرة تدافعت في رأسي في الأيام الأخيرة :

ما الذي سيتغير وما الذي قد أفقده إلى غير رجعة .. ما الذي كسبته وما الذي ينتظرني ؟ هل سينسحب كل ذلك الحماس الذي تسلحت به دائما و حتى في أسوأ الظروف ؟ هل سأبدأ بالتصرف مثل الكهول وأبدأ بالانسحاب من ركب الحالمين ؟ وإن أنا فعلت فبأي ركب سألتحق إذا ؟؟ كنت وعند منعرجات كثيرة في حياتي اقف وأنا أمتلك على الأقل نصف إجابة أو حتمالا أو تصورا .. اليوم أنا في منتهى الحيرة لأنني وفعليا لم أعد أملك أية إجابة ولا تصورا .. لأنني ومنذ عشرين سنة وحين تخيلتني في هذه السن كان لدي تصور آخر عما سيكون عليه حالي اليوم ..

 

أنا اليوم بعيدة كل البعد عن ذلك التصور ولم أعد أحمل من الخيال ما يهبني تصورا جديدا .. سأكتفي بهذا القدر من الخيال وسأودع أحلاما كثيرة إلى غير لقاء .. غير آسفة سأواصل التقدم و دون انتظارات سوف أحيا يومي لعلي وإن لم أدرك الحلم أدرك شيئا من الحكمة ..

 


 


تعليقات

أحدث أقدم