الحرب الروسية الاوكرانية : توقعات

مشاهدات


 

د. مزهر الدوري

 

هذه الحرب التي تدور رحاها بين القوات الروسية والاوكرانية على اراضي اوكرانيا وعلى تخوم حدود روسيا الغربية معها وهي  كغيرها من المعارك الكبرى التي خلفت الدمار الشامل والموت والهجرة الجماعية والتشرد للسكان المدنيين من اتون  المعارك . ففي حقيقة الحال فان هذه الحرب بلغت الان ذروتها فروسيا تحشد كل امكانياتها واوكرانيا التي وضعتها في ميزان التفاضل في القوة لاتساوي شيئا امام روسيا ولكن (الحقيقة) انها بين روسيا الفديرالية والحلف الاطلسي الذي رمى بكل ثقله في ساحة الحرب سواء بالدعم المالي الهائل وباحدث الاسلحة الاوربية والامريكية وبالمعلومات اللوجستية والمستشارين والمرتزقة والمتطوعين من كل انحاء العالم ولاسيما ممن لهم تخصص في خبرتهم كعسكريين خدما في بلدانهم اضافة لتطويق روسيا بعقوبات شاملة وواسعة وحملة اعلامية ضخمة .

 

اذا هي حرب عسكرية شاملة بدلا من حرب سابقة بين روسيا من جهة وواشنطن واوربا وحلفائها فحقيقة هي حرب لايمكن التنبوء بمدى قد يحولها لحرب عالمية ثالثة معلنة . ان خطورة هذه  الحرب لم تقتصر على ساحة المواجهة وانما شملت كل ارجاء العالم سواء في الاثار الاقتصادية ونقص بالغذاء لاسيما في دول العالم الثالث وتضخم مالي وارتفاع في الاسعار بشكل مخيف تعاني منه اوربا والولايات المتحدة نفسها وروسيا وازمة طاقة يستخدمها الطرفان في خدمة الصراع  ومخاطر انتشار مجاعة بدأت معالمها في دول العالم الثالث الفقيرة بل حتي في اوربا لبعض الشرائح وفي عموم دولنا العربية ستزداد تفاقما كلما مر يوم . الامر الجلي لكل مراقب ان  روسيا واوكرانيا وحلفائها والداعمين لها يسعون الى تحقيق انجازات حربية في الميدان من شأنها تغيير ميزان الحرب ولذا قدمت لاوكرانيا  كل امكانيات الحلف الاطلس الهائلة التي حققت تراجعات في مناطق خاركوف والان في خيرسون وتوابعها على الضفة  الغربية لنهر الدميبرو مما جعل القوات الروسية تعديل ستراتيجتها الحربية  وبالمقابل القصف الهائل للقوات الروسية على المدن الاوكرانية بما فيها العاصمة كييف الى مدن دمرت منشآتها الصناعية واللوجستية ومحطات الطاقة التى ستزداد تاثيراتها قساوة مع دخول الشتاء الجليدي .

 

ربما سائل سيسأل  هل من منظور لنهاية الحرب ؟!. 

 

لطالما ان الميدان لازال لم يحسم ولطالما الاصرار الروسي مقابل اصرار وتعنت اوكراني وشروط لاتقبلها روسيا واصرار حلف الناتو على هدف هزيمة روسيا  هو امر لايمكن تحقيقه بسهوله فسيضل منطق القوة هو السائد . في تقديري المتواضع ومن خلال متابعة مايصدر من تصريحات من الطرفين ولاسيما الاتحاد الاوربي والناتو وواشنطن فان الامر يشير الى ان الطرفين سيضطران للحل الدبلوماسي والسياسي ولعل تصريحات مستشار الامن القومي الامريكي لنصيحة الرئيس الاوكراني بعدم طرح  شروط  تعجيزية  وتصريحات وزيرة الخزانه الامريكية باللجوء الى الحل السياسي لهذا الصراع  لما  له  من خطورة على الاقتصاد الذي اصابها واصاب اوربا وفيما ظهر من تصريحات من كبار المسؤولين في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين ودعوة الرئيس الفرنسي للحل السياسي اثر سلبيا على دول اوربا  وشعبها التي تخرج بتظاهرات لايقاف التداعيات والمعاناة للمواطن واظن الاسابيع المقبلة ستضاعف هذه المعاناة بسبب نقص الطاقة في شتاء  قارس يعاني منه المواطنون في اوربا كلها . وتصريحات من مسؤولين غربين ومن الامم المتحدة وكل المؤتمرات الدولية التي انعقدت مؤخرا ولاسيما مؤتمر المناخ الذي عقد موخرا في شرم الشيخ  ولكن هل ياترى ان  مايجري من اتصالات تحت الطاولة واللقاءات والاتصالات بين مسوولين أمريكان وروس واخرها لقاء في اسطنبول بين مدير ال(CIA ومدير الKjPe )  تناول فقط تحذير روسيا من استخدام السلاح النووي وهو ما تصرح به الادارة الامريكية والرئيس بايدن وحلف الاطلسى علنا ؟!! ان اي محلل لايعتقد ان هذا هو الموضوع الرئيسي ربما يكون العنوان الرئيس ولكن تحته قضايا تتعلق بالحرب القائمة بين روسيا واوكرانيا .

تعليقات

أحدث أقدم