عائشة سلطان
في الأدب هناك الكثير والمزدحم جداً من المصطلحات والأفكار والقضايا والاهتمامات والرموز والكتاب خاصة حين نضيف الخط أو المنحى الأهم وهو النقد فهنا نجد أنفسنا أمام مدارس واتجاهات في غاية التعقيد والأهمية معاً مدارس واتجاهات نقدية تطورت عبر الزمن وعبر الأجيال وعبر تغير الأنظمة السياسية والاجتماعية وهنا نعي مدى التداخل والتشابك بين الأدب والحياة فالأدب ليس أمراً طارئاً أو طفيلياً أو يمكن المرور فوقه مرور الكرام دون الحاجة للتوقف الأدب أمر أكبر وأجمل مما نعتقد .
في الأدب الذي هو التجسيد العظيم والعبقري للغة واللغة بكل فنونها هي الأداة التي يستخدمها الأديب ليمنحنا كلاماً ونصوصاً جميلة وعظيمة وخالدة بين دفتي كتاب لا فرق بين القصة والرواية والمسرحية . إن كل هذه الكتب التي تملأ مكتبات الدنيا هي محض كلام أقرأه أنا وتقرأه أنت ويقرأونه هم فنشعر أننا نتوحد ونتقارب عبر ذلك الكلام الذي قد يفرحنا أو يبكينا أو يعيد صياغة أفكارنا أو قد يغيرنا تجاه بعض القضايا والمواقف . في الأدب لا يكون الأديب حقيقياً ما لم ينطلق من بيته وبيئته وثقافته وإنسانيته هذا ما يجعله قادراً على أن يكون كونياً وإنسانياً بحق فإنسان الحارة الذي كتب عنه وعنها محفوظ أو ديستويفسكي أو تولستوي أو ستيفان زيفايج أو خيري شلبي هو نفسه الإنسان البسيط في كل شوارع وقرى ومدن العالم ذلك أن المعاناة الإنسانية والتحديات التي تحيط بالبشرية هي نفسها في كل مكان .
هذا ما يجعل الأعمال الناجحة والإنسانية تصل إليّ كما تصل إليك وإليهم في أي مكان فنشعر أن الأديب يخاطبنا ويتحدث عنا ويقول لنا ويمنحنا عبر أعماله صوتاً وفرصة لنقول بحرية ما نشعر به وما يتحدانا . الأدب اختراع إنساني عظيم وهذا ما تؤمن به المجتمعات ذات الإرث العظيم هذه المجتمعات التي أنتجت أدباء وكتّاباً عظاماً كتبوا منذ أكثر من أربعة أو خمسة قرون ولا تزال أعمالهم تُقرأ وتُطبع وتُنشر حتى اليوم .
المصدر : البيان
إرسال تعليق