نجلاء السامرائي
بعد نشوب الحرب الاوكرانية الروسية تداعت كل دول اوربا واميركا للوقوف مع تلك الدولة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وهبت اوربا باستقبال الفارين من الحرب وقدمت لهم كل المساعدات الانسانية والعسكرية والمادية والتي لا تخطر على بال احد وبانت عنصريتها الشديدة وحقدها ضد دول عربية واسلامية وحتى افريقية كان ابناء تلك الدول اما يعملون او يدرسون فيها وقد عوملوا بعنصرية شديدة وكانهم من الدرجة الثالثة او الرابعه حتى بطريقة اخراجهم من وسط الحرب والدمار .
وقد يقول قائل كيف نتبين تلك العنصرية او الكراهية فلو ندقق النظر على تصرفات تلك الدول التي تدعي بحقوق الانسان والديمقراطية فتلك الدول سارعت بارسال انواع الاسلحة والاعتدة الحديثة لتقاتل ضد روسيا وكانها هي الخصم معها وتوالت المساعدات بالتدريب والمليارات من الدولارات وفرض الحصار على روسيا بكل الطرق علما ان اوكرانيا تلك الدولة التي خرجت من منظومة الدب الروسي واصبحت قاعدة للغرب وبانت عمالتها من اكتشاف المعامل البيولوجية التي إقامتها اميركا لتكون حقل تجارب للامراض الجرثومية او غير ذلك وكانت قاعدة تجاور الحدود الغربية لروسيا مما جعل هذه الدولة وكأنها قاعدة ضد أمها الاصلية . وتلك الدول التي وقفت ضد روسيا فانها وقفت ضد العراق وافغانستان عندما تم احتلالهم من اميركا وقد ساندتها دول اوربا في حربها واحتلالها وهما من دول العالم الثالث وباتت تعامل رعاياهما بعنصرية شرسة وابعاد لاجئي تلك الدولتين مما تسبب بموت الكثير منهم والغرب لا يبالي بل سارعت بارسال قوات عسكرية لتساند احتلال الدولتين وقامت بتدمير البنى التحتية لهما بل دمروا حتى الاثار الموجودة بالعراق فقوات اوكرانيا جعلت موقع اثار بابل معسكرا لها ودمرته وسرقت الكثير من الاثار بالاضافة ان اوربا واميركا اخذت تعاقب اي دولة لا تؤيدها فقد تم وضع الاموال المودعة في مصارفها وتحت سيطروا عليها بحجة انها تحافظ على اموال البلدين والحقيقة هي سرقتها لتلك فادعت انها ستصرفها على الافغان الذين هربوا لدى انسحابها وكذلك عن اموال العراق لازالت محجوزة عندها. وقد قامت اميركا بمعاقبة اي دولة لا تؤيدها ضد روسيا فمثلا باكستان لم تسارع بتاييدها فتم تحريك بعض العملاء في مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس الوزراء المنتخب فتمت ازاحته وتم جلب شخص اخر مؤيد للغرب بالرغم من رفض الشعب لهذه اللعبة . ومستمرة بتهديد الصين والان اتجهت الى لتهدد المملكة العربية السعودية بعد قرار منظمة اوبك +بتخفيض انتاج النفط وتصديره للحفاظ على استقرار اسعاره وتحاول وضع العراقيل امامها والتهديد بان السعودية هي التي تعمل وتساعد روسيا وربما ستحرك قانون (جاستا) هذا القانون الذي صدر في ولاية اوباما والذي يعطي الحق لمن تضرر من احداث 11 سبتمبر بطلب التعويض من السعودية وجمد بذلك الوقت مع العلم انها سابقا اتهمت ايران هي المحرك الاساس بذلك العدوان .
والان مجلسي الشيوخ والكونغرس قد قررا اصدار قرار يجيز لهم حق اقامة دعاوى في المحاكم الفيدرالية داخل الولايات المتحدة الاميركية للاقتصاص من المملكة وبقية الدول التي لا تنصاع لها وتخفض انتاج النفط علما ان ارصدة المملكة وبقية دول الخليج جميعها في بنوك اميركا والغرب يعني تستطيع تجميد وسحب ارصدتها وبحجة تعويضات وغرامات كما حدث مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية وبحجة التعويضات لليهود ولحد الان إسرائيل تبتنز المانيا بهذه الحجة وفي العام الماضي قامت اميركا بسحب صواريخ الباتريوت او القبة الفولاذية والتي كانت تدعي انها تحمي شركة ارامكو او غيرها من قصف الحوثيين والذين كانوا يقصفون السعودية باسلحة إيرانية لتضل تلك الدول تحت تهديدها وهيمنتها . وما زال الغرب يلعن ويهدد روسيا لانها طالبت الغرب شراء الغاز والنفط بالروبل وليس بالدولار ردا على العقوبات الموجهة لها وعدم خضوعها للابتزاز فلجأ الغرب الى الجزائر والخليج العربي لشراء الغاز والنفط محاولين استغلال العرب بالتهديد لاستحصال تلك المواد لتحمي شعوبها من الانجماد للشتاء القادم والقارص علما ان المعامل وكثير من الصناعات توقف نتيجة فقدان الوقود والذي كان يورد لهم من روسيا وتظاهرت شعوب اوربا ضد حكوماتها وما زالت اوربا واميركا ترسل الملايين من الاموال وتدريب الجنود على الاسلحة الحديثة وحتى انها ارسلت المرتزقة لمساعدتها وتظل تلك اللعبة التي يلعبها الغرب مع اميركا ضد روسيا لانها تحاول حماية حدودها وشعبها علما ان اوكرانيا كانت سابقا من ضمن دول الاتحاد السوفييتي وجزء منه الا انها انفصلت بعد سقوط ذلك الاتحاد وانفراطه في عام 1991 عندما تعاون غرباتشوف مع الغرب لاسقاط تلك الدولة الكبرى والتي كانت تناطح اميركا فكانوا قطبين ليتوازن العالم بينهم وبعدها اصبحت اميركا هي صاحبة القطب الواحد وهي تدير العالم ولها الرأي الاول والاخير بالعالم لتستغل تلك الدول جميعا وستكون لها نهاية في يوم من الايام طالت او قصرت .

إرسال تعليق