التنشئة والبناء النفسي الاجتماعي للطفل ( الحلقة الأولى )

مشاهدات



د. شاكر حسين الخشالي


إن التنشئة الاجتماعية هي أعقد وأدق عملية نفسية واجتماعية وهي بنفس الوقت عملية إنسانية مقدسة لأنها  تُكْمِل الإنضاج  السلوكي لِما بنى الخالق سبحانه وتعالى جزءاً منه وترك  للبيئة الاجتماعية إكمال البناء بتفاعل اجتماعي وفق قواعد تربوية يتلقاها الفرد في مراحل عمره المختلفة من الطفولة حتى الشيخوخة من خلال علاقاته بالجماعات الأولية بما يتوافق  ويتلاءم وطبيعة حياتهم زماناً ومكاناً وأسلوباً  وتُرك  تأثر الفرد بمقومات مجتمعه وثقافته الاجتماعية  لذاته .

 

فالدرجة الواضحة من تكامل تلك  المقومات هي التي تنشئ  قيماً واضحة الحدود تؤثر في سلوك الفرد وفي حياة الجماعة وتتأثر بهما فعهد المجتمع بهذه المهمة إلى ثلاث مؤسسات أساسية هي الأسرة والمدرسة والأصدقاء إن طريقة التعليم الحديثة التي تعتمد أسلوب حل المشكلات القائم على حرية المتعلم هي أكثر إيجابية وخيرٌ من التلقين التقليدي من الناحية النفسية والاجتماعية فالبناء المعرفي للطفل يتأتى من الاكتشاف فعند تحليل الفعل الفكري نجده ما هو إلا مخطط لتغيير التجربة وأي تقدم معرفي يولد من إعادة تنظيم التجربة وفق مراحل محددة ومعلومة ماهو إلا محك صحة مسار فكرة الفرد بالاكتشاف إذ يجب أن يؤدي كل تفكير إلى فعل على الأشياء فالهدف من المعرفة العلمية هو ترجيح الفعل من ذلك نَخلُص إلى أن غاية المعارف هي التطبيق العملي وهنا يَكمُن دور المعلم في وضع المتعلمين كلما أمكن في ظروف يُدفعون فيها إلى بذل هذا المسار في حل المشاكل , إن هذه المقاربة التعليمية تُقدِم ميزتين هما : 

 

أولاً- إنها قادرة على تنمية عادات فكرية صحية لدى الأطفال قريبة من البحث العلمي . 

ثانياً- إنها تحل من تلقاء نفسها مسائل اهتمام الاطفال الصعبة فإذا افترضنا إن الفعل التعليمي ينطبق تلقائياً على اهتمام الطفل وإذا انخرط الطفل تلقائياً بهذه الفعالية فهذا يعني إنها كانت تنسجم مع إحدى اهتماماته وهذا دعمٌ لحالته النفسية ويمكننا أن نستمر بالافتراض إنه راغباً في متابعتها والوصول إلى نهايتها واحتمال إن هناك عقبات تمنعه من ذلك وبالتالي تُطرح مشكلة حقيقية فيتوجب عليه أن يبذل جهداً حثيثاً لحل المشكلة بإزالة الصعوبات التي تفصله عن الهدف ليحقق نجاحاً نفسياً اجتماعياً.

تعليقات

أحدث أقدم