الحرب الروسية الاوكرانية متابعة جديدة

مشاهدات

 

د. مزهر الدوري


منذ أن إنطلقت ألعمليات ألحربية في أوكرانيا وألتداعيات ألإقليمية والدولية  تتسارع ف(واش نطن ) التي دخلت ساحة الحرب ومعها ألإتحاد ألأوربي تمد أوكرانيا بأحدث ألمعدات وألأسلحة لمواجهة التفوق الروسي وحُزَم العقوبات ألتي أصبحت تصدر جماعيا وفرديا ضد روسيا في مختلف ألمجالات وحملة سياسية وأعلامية تروج لإنهيار روسي إقتصادي وفشل روسي في ألخطط ألحربية لحملة موسكو بل أصبح كبار ألمسؤولين يصرحون نيابة عن ألاوكران  بل أصبح رئيس وزراء بريطانيا ووزيرة خارجيته يصرحون ويزاودون أكثر مما يصرح به ألمسؤولون في (كييف) كما فعلت (تاتشر وبلير) إبان ألعدوان للإئتلاف ألدولي في حرب ألخليج ألأولى وألثانية وسخروا معهم كل وسائل ألإتصال وألإعلام  بكل ثقلها وعمدوا كما فعلوا إبان ألعدوان وإحتلال ألعراق بإستخدام شركات الدعائية ألهوليوودية ونشروا صورا مفبركة  بقصد شيطنة روسيا كما فعلوا مع العراق لإلصاق تهم  جرائم ضد ألإنسانيه (ألإبادة والقتل الجماعي) بل وإرسال ألخبراء وألمستشارين ألغربيين وألأمريكان والمتطوعين للقتال إلى جانب القوات ألأوكرانية وبدأت العقوبات المفروضة على روسيا تأتي بنتائج عكسية وكما أثرت على روسيا أثرت عليهم . أما ألجانب ألروسي فقد وضع خطة لعمليات لها أهدافها المحددة فهدف إحتلال (كييف) وتطويقها كما بدا لأول وهلة كان خطة تكتيكة مقصودة لتشتيت ألقوة ألأوكرانية وتفويت ألفرصة عليها في مواجهة ألقوات ألروسية مجتمعة في شرق روسيا هدف ألعمليات ألرئيسي . وما قامت به روسيا لحد ألآن هو تدمير قدرة أوكرانيا ألعسكرية  وألإستراتيجية تدميرا شبه كامل وإستطاعت إحكام سيطرتها على محيط خاركوف وأخرجت خرسون تماما من سيطرة كييف وإستولت على ماريبول آخر ميناء على بحر (آزوف) وحاصرت مصنعها ألإستراتيجي ألذي بدأت بتدميره وكشف أسراره وباشرت بتعزيز وجودها وطرد ألقوات ألأوكرانية من مقاطعة (دونباس) ودعمت (لوغانس ودونتسك ) الجمهوريتين المستقلتين من طرف واحد وهي تحاصر ميناء نيكولايف السوفييتي السابق وأودسا وتسعى لدخولها بدون عمليات عسكرية أو قصف كما جرى في ماريبول وغيرها .

 

خلاصة ألقول إن عمليات روسيا ألعسكرية في شرق أوكرانيا تكاد تحقق ألنسبة ألأكبر من ألخطة ألتي رسمها بوتن . فلم تنهار ألقوات ألروسية وظلت تواصل عملياتها بكفاءة ونجحت روسيا في تجربة كفاءة أسلحتها ألإستراتيجيه وتمكنت من تدمير ألقوات ألأوكرانية وقواعدها ومصانع أسلحتها ألإستراتيجية وشلت قدرتها ألعسكرية وألإقتصادية وألإنتاجية ولم تفلح ألعقوبات ألتي صدرت ضد روسيا من ثنيها عن أهدافها ولم ينهار ألإقتصاد ألروسي بل إنعكست آثاره السلبية على ألإقتصاد ألأوربي وألأمريكي نفسه ولم  يسلم منه حيث فشل ألإجتماع ألذي عقدته دول ألإتحاد ألأوربي من تحقيق ألتوافق بينها تجاه مقاطعه ألنفط وألغاز ألروسي بناءا على طلب واشنطن بل إن دولا مثل هنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا وأستونيا لاحقا ألتي رفضت ألدفع بالروبل عادت ووافقت على ذلك وإضطرألإتحاد ألأوربي للسماح لبعض ألدول بألإستثناء لفترات مختلفة لتلبية حاجاتها من ألنفط وألغاز ألروسي ألذي عجزت عن تعويضه وفشلت واشنطن في إملائها هذا بشكل واضح وتعاني ألآن دولا  أوربية كثيرة من آثار ألعقوبات ألتي فرضت على روسيا مثل شحة موارد ألقمح وألزيوت ألتي كانت تأتيها من روسيا وأوكرانيا وأصبح ألمواطن ألأوربي يعاني من إنعكاسات ألعقوبات على دخله ومعيشته كما يعاني ألمواطن ألروسي بل فرضت روسيا على ألدول ألأوربية بتسديد قيمة ألنفط وألغاز بالروبل ألذي كان قبل بلغ عند بدء ألعمليات ألعسكرية إلى ما يقارب 120 روبل مقابل ألدولار بينما أصبح ألآن 62 روبل مقابل ألدولار إضافة للكم ألهائل من ألنازحين ألأوكران إلى أوربا ألذين أربكوا ألإقتصاد لهذه الدول بل إمتدت آثار ألعقوبات على معظم دول ألعالم وإجتاحت موجة من ألغلاء أسواق ألعالم إلى حالة تشبه ماحدث عشية ألحرب ألعالمية ألثانية . هنالك إصرار أوربي أمريكي على مواصلة ألحرب ضد روسيا من خلال دعم مالي بلغ أرقاما خيالية فرضته واشنطن ودول ألإتحاد ألأوربي لتزويد أوكرانيا بألسلاح وهم يعرفون إن كفة النزاع حتما مع روسيا فألتصور ألذي إعتقدته واشنطن بإن روسيا مثل ألعراق ويمكن تدمير إقتصادها بألعقوبات فروسيا دولة عظمى لها إمكانيات ألدول الكبرى إقتصاديا وعسكريا وتسليحيا ولها عمق سوقي هائل .

 

خلاصة القول إن موسكو مصرة على عمليتها الخاصة في شرق أوكرانيا ومصرة على تحقيق أهدافها وكشف ألزيف الذي تروج له وسائل ألإعلام الغربي وتصوير موسكو بإنها لاتملك القدرة على حسم ألمعركة والتباكي على جرائم ترتكبها روسيا ضد ألإنسانية ونسوا إنهم كانوا أكثر إجراما بحق ألعراق ألذي حولته إلى لادولة تعيث فيه إيران وميليشياتها خرابا ونهبا وحولته إلى ساحة لصراعات دموية وطائفية وقومية يحتاج إلى معجزة لإعادة تاهيله كدوة لها تأريخها ومكانتها ووجودها .


تعليقات

أحدث أقدم