جريمة قتل معلمة

مشاهدات



عائشة سلطان


حتى وإن طرحت فكرة تغيير وظيفة وشكل المدرسة حتى وإن لم يعد مقبولاً في السنوات المقبلة أن تظل المدرسة على تقليديتها تحفظ الطالب المعلومات وتلقنه ما لا فائدة حقيقية منه في الحياة مع كل هذه الثورات الساطعة في عالم المعلومات والمعرفة والبرمجيات والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة إلا أن المعلم سيبقى رمزاً كبيراً لنقل المعرفة للأجيال فطالما بقي العلم سيبقى المعلم حتماً لكن أي معلم ؟

 

إنه المعلم الذي يترك ذلك الأثر العظيم في نفوس طلابه الذي يأخذهم في رحلة الارتقاء والوعي والاستعداد للغد الذي يرى فيهم مستقبل العالم الذي نتمنى جميعنا أن يكون أكثر سلاماً وأماناً وخلواً من الحروب والإبادات والفساد وانتهاك البيئة والعبث بموارد الطبيعة المستقبل الذي يصنعه أصحاء ليتمتع بها الأصحاء المؤمنون بخيرية الإنسان واستحقاقه وسعيه للأفضل . لا شك أننا جميعاً مررنا في مراحل الدراسة المختلفة بمعلمين تركوا فينا أثراً جارحاً، وآخرين لم تقدر السنوات على محو أسمائهم من ذاكرتنا أو محو سلوكياتهم وطريقة تعاملهم معنا وتأثيرهم فينا، نعم رغم مضي الزمن فما يحفر في سنوات الطفولة لا يغادر الذاكرة، بل وقد يصنع فارقاً كبيراً ويؤثر في شكل سلوكياتنا حين نكبر. لماذا هذه الجرائم التي تحدث بشكل مستمر في مدارس الغرب ؟ كيف يمكن لطالب أن يحضر مسدساً أو بندقية ليفرغها في أجساد زملائه ومعلميه ؟ إنهم يرجعون الأمر لتأثير السينما والإعلام لكن ماذا عن تنمر الزملاء سخرية المعلمين والمعلمات ؟ نعم إنها أشد خطراً ووطأة من أفلام الجريمة كلها !

 

ذلك الشاب الذي نشرت حكايته منذ فترة بأنه قتل معلمته في بلجيكا بأكثر من 100 طعنة قال حين سئل عن سبب فعلته إنها كانت معلمته منذ 30 عاماً وإنها كانت تكيل له الإهانات كل يوم  وإنه لم ينسَ ذلك وظل يعاني من وقع إهاناتها عليه حتى قرر أن يتخلص منها ليتخلص من إهاناتها !! هذه ليست دعوة للقتل وإنما ليكون المعلم أباً مخلصاً وحريصاً على طلابه . 

 

المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم