حادثة للذكرى والعبرة ...!

مشاهدات

ضرغام الدباغ


عام 1962 درسنا العقيد طه الشيخلي (اللواء لاحقاً) وهو ضابط ألمعي مميز ومن كبار الضباط في تاريخ الشرطة العراقية درسنا مادة المعلومات المسلكية . وروى لنا حادثة طريفة ولكنها تستحق التذكر والاعتبار . 

 

أن يوماً وحين كان مدير شرطة بغداد وهو منصب رفيع في أيام الدولة والقانون تناهى لمسامعه ذات يوم (ربما عام 1961) أن هناك مركز شرطة يغلق أبوابه مساء وهو مركز شرطة الطارمية وهذه حادثة خيالية لا تصدق إذ لا يعقل أن يغلق مركز شرطة أبوابه  برما فقط يوم القيامة . ويقول العقيد الشيخلي رحمه الله أنه ذهب ليلاً إلى الطارمية وكانت في تلك الأوقات بعيدة عن بغداد (الأقل مساحة من اليوم) وشاهد فعلاً مركز الشرطة بابه مغلق ! فالخبر صحيح وبالطبع أتخذ الإجراءات الصارمة بحق الموجودين وكان حديثه في إطار ألا نهمل ما يصلنا من أخبار وأن نتأكد شخصياً ثم نتخذ الإجراءات الصارمة ليستحيل تكرار الخطأ .


 وروى لنا العقيد الشيخلي حادثة مثيرة أخرى هو أنه كان يقوم مساء إحدى الأيام  بجولة تفتيشية في مناطق بغداد ففي إحدى أحياء الكرادة الشرقية شاهد حارساً ليلياً (جرخجي) جالسا على دكة ويبدو أنه مستسلم للنوم وأستغرب الأمر فلما أقترب أكثر وجد أن الحارس فعلا في حالة نوم عميق والاسوأ من ذلك أنه قد وضع بندقيته (الانكليزية القديمة) جانباً بحيث يسهل سرقتها وهي مخالفة لا يمكن التغافل عنها وبالفعل أخذ البندقية والحارس نائم ووضعها في السيارة ولكن العقيد الشيخلي يقول ولكني خشيت أن يستيقظ الحاس ولا يجد بندقيته فلربما يحدث ما ليس بالحسبان فيقول قمت بأيقاظه وقلت له لماذا أنت نائم فأجابني بعد أن عرفني " لا سيدي .. مو نايم "  فقال له " طبعاً نائم وأنا أيقظتك " فأصر الحرس على زعمه فقال له : وأين بندقيتك ...؟ " فأخذ الحارس يبحث عن بندقيته فلم يجدها ورأها بيد ضابط الصف السائق فقال " هاي هي بيد السائق أنا أعطيتها له ". والمعروف عن الشيخلي أن صاحب ضمير ولا يتسرع بالعقوبة ويقول لكني أضطررت أن أنهي عمل هذا الحارس ليس لنومه فقط بل وأيضاً لكذبه الفاضح والنكران ..


اليوم قرأت أن سراقا قاموا بسرقة 189 بندقية آلية كلاشنكوف من مركز شرطة المسيب .  

لا تعليق ........

تعليقات

أحدث أقدم