على الرغم من ترحيب جميع القوى السياسية العراقية من دون استثناء بمبادرة الزعيم الكردي مسعود بارزاني الرامية لرأب الصدع بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من جهة وقوى الإطار التنسيقي الشيعي من جهة ثانية إلا أنها لم تسفر حتى اللحظة عن أي اتفاقات نهائية من شأنها أن تنهي أزمة تشكيل الحكومة المقبلة .
وجرى الإعلان عن مبادرة بارزاني يوم الاثنين الماضي عبر بيان صادر من رئاسة إقليم كردستان أشار إلى أن "وفدا سياسيا رفيع المستوى" زار النجف واجتمع مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر . وضم الوفد كلا من رئيس الإقليم ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة السني خميس الخنجر . وأكد البيان أن الاجتماع جاء "عقب مبادرة من الرئيس مسعود بارزاني" من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل . وتأتي المبادرة في ظل تصاعد حدة الخلافات حول شكل الحكومة العراقية المقبلة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقوى الإطار التنسيقي الشيعي الذي يضم أطرافا موالية لطهران . ويكرر الصدر الحديث عن عزمه تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" ممثلة بالأحزاب التي حصلت على أعلى عدد من الأصوات وتتعارض مواقفه مع تلك التي تدعو إليها الفصائل الموالية لإيران مطالبة بحلول تقليدية وتسوية لجميع الأطراف . ويضم الإطار التنسيقي تحالف الفتح فضلا عن تحالف دولة القانون وأحزاب شيعية أخرى وظهرت أقوى إشارة إلى قوة الصدر البرلمانية واستعداده لتجاهل الجماعات الموالية لإيران عندما أعادت الحركة الصدرية التي يتزعمها، ومعها تحالف برلماني من السنة والأكراد الميالين للغرب، انتخاب رئيس للبرلمان يعارضه المعسكر المتحالف مع إيران. وتمت إعادة انتخابه بأغلبية مريحة . وأطلق على التحالف الجديد بين الصدر والحلبوسي وبارزاني اسم "التحالف الثلاثي"
ما هي طبيعة مبادرة بارزاني؟
يقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محسن السعدون إن المبادرة لقيت صدى كبيرا لدى جميع الأطراف باعتبار أنها جاءت بعد جمود سياسي وتباعد في الرؤى بين الصدر والإطار ويضيف أن المبادرة تهدف لإيجاد تقارب بين الإطار والتحالف الثلاثي ويؤكد أن الرسالة وصلت للصدر وهو قدرها والأوساط الأخرى أيضا رحبوا بها مشيرا إلى أن اجتماعات ومباحثات تجري حاليا داخل الإطار التنسيقي عسى أن يتوصلوا لحلول قريبا مع الصدر لإيجاد مخرج للتفاهمات بين الطرفين وعن تفاصيل المبادرة يبين السعدون أنها لم تتضمن ذكر أسماء بحد ذاتها وإنما تضمنت الطلب من الصدر إرضاء الطرف الآخر المتمثل بقوى الإطار التنسيقي وكيفية مشاركتهم في الحكومة المقبلة وتحدثت تقارير عن رغبة الصدر في إشراك بعض أطراف الإطار التنسيقي ومنهم زعيم تحالف الفتح هادي العامري مع استبعاد أي مشاركة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ويقول السعدون إن الطلب الذي تضمنته مبادرة بارزاني كان عاما وليس شخصيا عبر الحديث عن إشراك الإطار بشكل عام في الحكومة والسنة أو الأكراد ليس لديهم أي مانع في حصول انفتاح أو تقارب بين الصدر والإطار.. بالعكس نحن نرحب بهذه التفاهمات . وشدد الصدر في تغريدة أعقبت الاجتماع مع الحلبوسي ونيجرفان بارزاني والخنجر أنه مع تشكيل حكومة أغلبية وطنية ويرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية .
المصدر : وكالات
إرسال تعليق