طفلة بجسد إمرأة ....

مشاهدات


 

فاطمة قاسم

يطلق هذا الاسم علی تلك الفتيات اللاتي تزوجن في السن الطفولة او مايسمی بزواج القاصرات أي تحت سن الثامنة عشر إذ يعرف القاصر قانونياً كل إنسان في مرحلة الطفولة ومازالت تحت وصاية ولي أمره وتعريف آخر لها بأن كل فرد يعجز عن تولي مسؤولية نفسه قانونياً ومرتبطة بعائلته إذ يعد زواج القاصرات ظاهرة موجودة منذ القدم حيث إن لها جذوراً تاريخية وٳجتماعية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقيم المجتمع وعاداتها وتقاليدها ومازالت منتشرة حتى هذا الوقت في معظم دول العالم وخاصةً في المناطق الريفية بسبب قلة الوعي الفكري والثقافي ففي الآونة الأخيرة نلاحظ زيادة هذه الظاهرة في المدن أيضاً إذ أن الفتاة من العمر تسعة عام إلى ثمانية عشرة عاماً تعتبر في عمر (الأحلام الوردية) فهي غير ناضجة عقلياً وجسدياً وروحياً وطريقة اتخاذ قرارها غير منطقي أما أن تكون عقلية فقط أو قلبية ونتائجها غير صحيحة في النهاية فهم في براءة طفلة صغيرة التي تحب اللعب مع صديقاتها إذ إنها تجبر لقبولها على الزواج من قبل الوالدين ٲو ولي ٲمرها سواء كان أهل الٲب أو أهل الأم وهذه في حالة وفاة الوالدين....ٳذ يقنعهن أن الزواج سيسعدهن ويجعل وضعهن أفضل وهذا نادراً ما يحدث على أرض الواقع فهم لایعلمون مفهوم الزواج سوی ارتداء الفستان الأبيض والمكياج والحفلة فهذا تكون حلم لكل فتاة فالبعض منهم يرتدي هذا الفستان نتيجة عن الإجبار بسبب العادات والتقالید والبعض الآخر عن رضا وعند القاصرات تستمر هذه الأحلام الوردية لحد انتهاء الحفلة إذ ستبدأ بدخولهن إلى محطة جديدة من محطات حياتهن ستكون لها نقطة يتحول فيها أفكارهن الطفولية الوردية إلى الكابوس فهم یدخلن بجسدهم الصغيرة غير المكتملة الی قالب جسد امرأة متزوجة وصاحبة المسؤوليات كبيرة، فهي فاقدة الهوية وضحية نتيجة لظروف المجتمع وبيئة التي تعيش فيها اذ ان الانعكاسات وآثار سلبية على الفتاة لا تعد ولا تحصى من أبرزها حرمان الفتاة من عيش في مرحلة الطفولة والمراهقة وحرمانها من التعلیم والتحريم من الحريات الشخصية وفرض مسؤوليات كبيرة عليها والكثير من الأمور الأخرى ...

 

هناك أسباب عديدة لزواج القاصرات...
1- عدم اهتمام الأسرة بتعليم ابنتهم: فهناك العديد من الوالدين يظنون أن الزواج أهم من الدراسة فلذلك يزداد إهمال تعليم الفتيات يوماً بعد يوم خاصة في المناطق الريفية ....
2- ضعف أو قلة الوعي الثقافي والاجتماعي للأسرة....
3- الفقر أو الظروف الاقتصادية السيئة
4 - الزوج مناسب وصاحب مال....
5- استمرار علی العادات والتقاليد القديمة....

6 - الجهل الفكري...
7- خوف الوالدين من أنوثة الفتيات...
8 - التميز بين الذكور والإناث....
9 - الرغبة في تعزيز الروابط بين العائلات من خلال الزواج....
10- حماية الفتاة من العنف الجنسي من خلال زواجها.
11- الزواج القاصرة يحمي شرف العائلة والتأخير فیه یقلل من سمعة الفتاة والعائلة أيضاً....
12- كثرة عدد الفتيات في العائلة....
13- عدم الاهتمام بدور المرأة وخاصة في المجتمعات المغلقة .

إن هذة الأسباب تجعل الفتاة القاصرة أكثر عرضة للزواج فالوالدان هنا يظنون أنهم سيبنون مستقبلا زاهراً لفتياتهن عن طريق زواجها وعليهن ٲن يصبحن زوجات وٲمهات لرفع اسم وسمعة العائلة والإكثار في عدد الأولاد وكذلك استمرار النسل...فهم لايدركون ٲن الفتاة الصغيرة لایمكنها تحمل عبء تكوين ٲسرة ورعاية الزوج وتربية الأطفال فالفتاة الصغيرة تحتاج إلى الاستمتاع من كافة مراحل حياتها سواء في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة والشابة... كالعب والنمو الجيد والتعليم والحصول علی الوظيفة الجيدة وحق المشاركة في الأمور واتخاذ القرار واختيار شريك حياتها فالتعليم يلعب دوراً أساسياً في حياة الفتيات فكلما ارتفع المستوى التعليمي كلما تأخر سن زواجهما فٳن الآباء لایعتقدون ٲنه من المفيد تعليمهم الفتيات ويعتقدون أن الفتيات ٲصغر سناً ستكون ٲكثر طواعية فلذلك لايوجود الكثير من البدائل لهذا القرار فلهذا انتقلت القاصرة من طفلة بريئة صغيرة تلميذة في المرحلة الدراسية إلى زوجة بمسؤوليات كبيرة في عائلتها الجديدة فهذه التغيرات المفاجئة السريعة في حياة القاصرة إذ يؤثر علی صحتها النفسية والجسدية والاجتماعية.... فبعد الزواج مباشرة تظهر...

الآثار النفسية علی الفتيات
نتيجة لفقدانها من العناية الكافية والمحبة والحنان الوالدين أو انقطاع مفاجيء عن الوالدين وفقدان الهوية الاجتماعية وعدم تملك شخصية خاصة بها وكذلك عدم تملك الثقافة الكافية للتعامل مع زوجها وٲهلها ومع ٲطفالها لٲنها مازالت في مرحلة الطفولة لذلك لا تكون مستعدة لمواجهة كل هذه الصعوبات والتعامل والانسجام معهم  فكل هذه التغيرات المفاجئة لها تأثير على الفتيات لذلك تصاب ٲغلب الفتیات بالعدید من الٲمراض النفسیة ( كالاكتئاب  والقلق الشدید ) .

• اما بنسبة للآثار الصحية
بعد الزواج وخاصة في أثناء مرحلة الحمل تصاب الٲم الصغيرة بٲمراض صحية التي قد تضرها وتضر صحة جنينها أثناء وبعد الحمل نتيجة لصغر سنها وعدم اكتمال نمو جسدها فهي في سن ما قبل البلوغ وغير قادرة علی الإنجاب ....

ومن ٲهم هذه الأمراض ...

فقر الدم وارتفاع ضغط الدم التهاب جهاز التناسلي وزيادة حجم رٲس الجنين عند حوض الأم تسمم الحمل والتهاب بطانة الرحم بعد الولادة وولادة المبكرة نتيجة عدم تٲقلم الرحم مع الحمل نزيف مهبلي ظهور تشويهات في العمود الفقري ٲو الحوض بسبب الحمل المبكر ٳنجاب ٲطفال خدج وأحيانا حالات وفاة الأم أو الجنين أو كلاهما معاً نتيجة مضاعفات الحمل والولادة تعرض الجنين للاختناق داخل بطن الأم عدم اكتمال نمو رئتي الجنين ظهور ٲعراض في جهاز الهضمي للجنين إصابة الطفل بتأخر النمو الجسدي والعقلي وإصابة بمرض الشلل الدماغي العمى الٳعاقة السمعية وأحياناً توفي الطفل بسبب الالتهابات بعدد من أنواعها.... فهنا الأم تتعرض لحالة الاكتئاب والقلق وشعور بالوحدة وعدم استطاعتها علی تٲقلم مع ٲمور الحياة وضغوطاتها المتراكمة فأحياناً تحتاج الٲم ٳلی التدخل الطبي أو الاستشارة ٳلی الطبيب النفساني .

• ومن ناحية الاجتماعية 

فالزواج القاصرات لم تدم كثيراً سوی لبضعة ٲشهر أو سنة وذلك بسبب الٲمور الغير المتٲقلم بين الزوجين وقلة وعي الفتاة لزواج وعدم وجود لغة التواصل بين الزوجين والتوقعات الخاطئة قبل الزواج والشخصية الصعبة لدی ٲحد الزوجين وتدخل الأخرین وطريقة حل المشاكل الخاطئةوعدم تقبل الاختلاف وعدم قدرة علی التواصل والصحة العقلية والمشاكل المالية... ففي ٲكثر الزواجات المشاكل تبدٲ منذ الأسابيع الٲولی وتطور وتکبر لتشمل ٲسرة الطرفين وغالبا ما تنتهي بٲمر الطلاق فالزواج القاصرات من ٲهم الٲسباب المؤدية ٳلی ارتفاع معدلات الطلاق في جميع ٲنحاء العالم وهذا ماتشیر إلى سجلات المحاكم التي وثقت آلاف من حالات الطلاق لٲزواج التي تتراوح ٲعمارهم مابین 9-18 عاماً فلذلك يجب ٲن نأخذ حد للزواج القاصرات كي لا تزداد نسبة الطلاق یوماً بعد اليوم في داخل المجتمع وٲلا تعكس ظاهرة سلبية علی المجتمع والأجيال القادمة .

ومن ٲهم الطرق للحد من الزواج القاصرات ....
• يجب علی منظمات المجتمع المدني توعية الأسرة حول خطورة هذا الزواج وعواقبه من خلال الندوات .
• تنظيم برامج توعوية من خلال وسائل الإعلام وقنوات التلفزيونية لتوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالزواج القاصرات و يعتبر أيضا من أهم المقترحات للحد من الزواج القاصرات والحد من ظاهرة تسرب الفتيات الريفيات من التعليم .
• رفع مستوی التعلیمي وخاصه للفتات الریفیات وذلك بسبب  كلما زاد التعلیم كلما تٲخر سن الزواج .
• عمل ندوات مدرسیه بحضور الوالدین من قبل الباحثات الاجتماعیه للتوضیح خطوره زواج القاصرات وتغیر نمط الفكری والثقافي لهم كي لاتربط بعادات وتقالید القدیمه .
• حمایة الفتیات من الزواج المبكر والزواج القاصرات وحمایتها من العنف الٲسري .
• توفیر بدائل لهذا الزواج وذلك من خلال تكوین بیئة ٳجتماعیة تدعم تعلیم الفتیات .
• خلق بیئة لتمكین الفتیات وتعزیز ٳمكاناتهن وطموحاتهن وتثقیفهن وتعلیمهن مهارات كافیة للعنایة بالنفس وطریقه اتخاذ القرارات الصحیحة لیستطعن رفض فكرة الزواج بشكل مبكر . 

 

المصدر : وكالة الحدث ألإخبارية

تعليقات

أحدث أقدم