المنابر المحتلة والجينات الفرعونية

مشاهدات

 



بقلم عبد المنعم إسماعيل

هل اصبحت الأمة جماعة من المنهزمين خلف رؤاهم الخاصة واطروحاتهم الفكرية ؟

متى تجتمع الأمة وتصبح مهيأة لاستقبال النصيحة لله ثم للأمة لا للهوى الخاص ؟!
اذا جعلنا من كل مخالف لنا في تصور شخصاً غير جدير بمخاطبة عقولنا المقيدة في عقال الهوى وبوصلة شيخي وشيخك وميولي الشخصية وثنائك مدفوع الثمن سواء قدحاً للمنهج او مدحاً لعين الأنا هل نلتقي حقاً لله ؟!!

جريمة تتم في الواقع الدعوي المعاصر وللأسف الشديد تقع بأيدي الموهومين بالولاية على مناهج ومنابر الدعوة أو الشركاء في الهدف أو بعبارة أدق بأيدينا لا بأيدي خصومنا وهي تغيير بوصلة الفهم للواقع وتوظيف مفردات المدح والقدح لصناعة أصنام من نوع جديد جداً مكتوب عليها من الخارج مفخخات فكرية ظاهرها الرحمة وباطنها للأسف الجهل أو العذاب او الهوى او الذاتية او الطائفية او لوم الحزبية من جانب والتسويق لها من جوانب أخرى.

مساجد المسلمين ومنابر الدعوة تتعرض لنوع جديد من الأمراض الخبيثة النفسية التي تمهد الطريق لصناعة هالة حول أهواء بعض القائمين عليها من خلال تحريف معايير المدح او القدح في من يقترب من منابر الدعوة ومن يحب إقصائه بحيث يصبح الهوى والميول الفردية والنفسية والمحددات الفكرية الخاصة هي بطاقة المرور لها.

هكذا ظن الذي جعل من نفسه وثناً حاملاً لجينات الفرعونية حين ظن في نفسه الصواب الاحادي :مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ.

حصرية سبيل الرشاد في فهم البعض هي المؤسس الفعلي لتيه التنازع ووهم الاغتناء بإصابة الصواب في كل الخيارات المتدافعة حول الفهم المتنوع في أصل قاعدته والاحادي في فرع الولاء للهوى او البراء غرقاً في تيه : قلت ورأيت وكان وفعل.وهذه مفردات بوصلة الذاتية المجددة لدماء الفرعونية حول منابر الدعوة وشعاراتها شبه الإسلامية من جانب والمخاصمة لها من جوانب.

تعليقات

أحدث أقدم