عيني ترف

مشاهدات





عبد الكريم الوزان


كثير من العرب والعراقيين على وجه التحديد وبالأخص النساء حينما يتوجسن من شيء ما  قادم ربما يحدث يرددن عبارة عيني ترف أو عيني اليمنى ترف او عيني اليسرى ترف او عيني ترف من يومين او اسبوعين ...الخ  وهي من المعتقدات التي توارثها الناس وحينما ترف عين أحدهم يحوقل ويبسمل وأحيانا يدعو الله  مبتهلا : اللهم اجعله خيرا وقس على ذلك معتقدات تتعلق باليدين فاذا شعر بحكة فهو تفاؤل بتسلم مبالغ نقدية وكذلك الشفتين حينما يشعر بحكة فإن هناك زائر يوده قادم إليه حينما يشم رائحة طعام  بالأنف فانها بشرى لدعوته لوليمة وهكذا .

والعين ترف كناية عن حركة لا ارادية تصدر من الجفن العلوي لها العين اليمنى اذا رفت فهو مثار تفاؤل حيث يتوقع صاحبها بشرى أو خبرا سارا يجعله يبكي من شدة الفرح أما العين اليسرى إذا رفت فهو نذير شؤم ويتوقع صاحبه خبرا غير سار ولهذا تجد ان الفن الغنائي العراقي له نصيب من العين ورفيفها حيث يقول مطرب : يا ربي سترك رفت العين...واحبابي مو يمي بعيدين .. (1) . وفي أقطار عربية أخرى مثل جمهورية مصر العربية نجد ان الأشقاء المصريين الذين أخرجوا فيلماً سينمائياً في خمسينيات القرن الماضي بعنوان عيني بترف من بطولة تحية كاريوكا وكارم محمود تجمع بين التفاؤل والتشاؤم فإنه إذا رفت العين اليمنى تنبأ صاحبها بحدوث شر وإذا رفت العين اليسرى تنبأ بحدوث خير كما أشار إلى ذلك أحمد أمين في قاموسه (2) .

بدورنا حاولنا تفسير ذلك من الناحية العلمية لما يردده الناس عن  رفة العين فوجدنا رفة العين في معظم الأحيان تكون نتيجة لإرهاق وضعف في عضلات الجفون حيث إن كل عين تحيط بها 6 عضلات مسؤولة عن حركة العين في مختلف الاتجاهات فأحيانا نتيجة لقلة النوم أو الضغط النفسي أو كثرة شرب المنبهات تتأثر الأعصاب التي تتحكم بعضلات العين فتحدث الرجفة في إحدى هذه العضلات أو بعضها (3) . وفي بلادنا كثيرا ماترف العيون المتقاعدون مثلا ترف عيونهم كلما اقترب موعد تسلم معاشاتهم الضخمة الفخمة المتلتلة لأنهم طالما سمعوا بالتوقف او الاستقطاع أو الشفط !. حملة الشهادات العليا والخريجين بشكل عام ترف عيونهم من أول يوم يجلسون على مقاعد الدراسة بسبب كثرة المساطر ان وجدوا فيها فرصة للعمل الشاق سواء في أعمال البناء أو رفع الأحمال أو ماشابه ذلك العراقيون في الخارج من الفايخين أو الدايخين ترف عيونهم حال حثهم البعض على العودة الى العراق خوفا من صكهم او تغييبهم من أركان ومرتزقة الدولة العميقة متباينة الأطماع والولاء وفنون الإرهاب ومتعددة الأشكال والألوان . ماتبقى من العراقيين الأصحاء عيونهم ترف على الدوام و ينتابهم الفزع حينما يمرضون خوفا من اضطرارهم  للسفر الى دولة الهند أو الدول الأخرى وحتى أربيل والسليمانية لتلقي العلاج . الآباء والأمهات عيونهم ترف حال تزويج ابنائهم خوفا من حالات الطلاق الشائعة ومايتبعها من انفلات إجتماعي بسبب ضعف الإمكانيات المادية والبطالة وعدم اهتمام أسرهم بمتابعتهم واتخاذ قرارات حكيمة بشأنهم  ولأن كثيرا من الزيجات تحصل من قبل مزعطة ومراهقين .

أما الأساتذة والباحثون والمعلمون المخضرمون فعيونهم ترف من القنوط الذي سيصيبهم بسبب عدم إيلاء أهمية ووجاهة لمهنهم وألقابهم العلمية في الأوساط الإجتماعية بعد شيوع ظاهرة الدكترة والأستاذية لكل من هب ودب على حساب العملية العلمية والتعليمية والاستحقاق المشروع  المتشاجرون والمتخاصمون ومن اختلفت آرائهم مع الغير حتى لوعلى طلي زغيرون أو ديج أثول عيونهم ترف خوفا من استهدافهم بدكة عشائرية نووية تشيرنوبيلية  !!.

أيباخ ..الظاهر عيون العراقيين موبس ترف وانما مشتغلة ترفك لايت .. والأحسن الكم حبايب الزكوا عيونكم طالما باقية ترف من عام 2003  وللان !!.


1- المثل الشعبي العراقي Đăng nhập Faceboo 14 ديسمبر 2016 
2 - قاسم الرويس رفّة عين وطنّة أذن الرياض  3 أغسطس 2016 .
3- مبارك بن جهام الكواري معتقدات قديمة الشروق 15 ابريل 2021 .

تعليقات

أحدث أقدم