ايها العراقيون أصحاب الحضارة... نحن بحاجة الى كرامة وطن !

مشاهدات

 




د . نزار محمود


نحن نعرف ويجب أن نعرف أننا في وطن مليىء بالكنوز والأحداث ومليء بما يجمعنا ومليء بما يفرقنا وطن ولدنا ونشأنا فيه تربينا على قيمه التي لم تكن متجانسة تماماً لأسباب كثيرة لا يتسع المقال لبحثها فكان لنا فيه سبل عيشنا وأحلامنا .عراق اليوم هو سليل حقب تاريخية طويلة وحضارات انسانية أصيلة وأساسية في الحياة البشرية وتطورها فمن لا يفهم معنى اختراع الكتابة ووضع القوانين ومد شبكات الري والسقي وحفظ الواح الرقم الطينية وغيرها الكثير لا يستحق أن يحترم .


فالعراق هو بلاد سومر وبابل وآشور والقادسية والكوفة والنجف وكربلاء وبغداد الرشيد والمأمون وصلاح الدين وموطن الأنبياء والشعراء والفنانين والعلماء والفرسان ورجال الدين والعاملين الطيبين وغيرهم من صناع الحياة الخالدين في ملحمة كلكامش من الذين حملتهم سفينة جدنا نوح فأنقذتهم من طوفان لا يبقي ولا يذر إنه الجنائن المعلقة في سماء الابداع والعطاء . لكن عراق اليوم ذلك الوطن كانت تؤرق راحته على الدوام شائبتان اثنتان : شائبة جنوحه إلى السلطة والمجد وشائعة تكالب الغير على ثروته ! تعالوا نقرأ التاريخ معاً في امبراطورياته التي قامت على أرض عراق اليوم وعلى ضفاف نهريه دجلة والفرات فكم نجد من صراعات على السلطة، وكم سنجد جنوحاً إلى المجد والخلود فهذا يحمل من آمن به وبرسالته في سفينة وذاك من تسلم الشرائع من الإله وغيرهم من بنى أعلى وأجمل البنيان وبوابة عشتار حتى الثيران القوية الثقيلة جنحوها ووضعوا في رؤوسها عقل إنسان وحمل فرسانهم  السيوف وفتحوا الأراضين والبلدان .


حباهم الله بنعم الأرض وسيول المياه فكانوا قبلة الغازين من شرق وغرب وشمال وجنوب دمروا مدنهم العامرة ونهبوا ثرواتهم وأتوا على الملايين منهم لكنهم كانوا دوماً يعودون ويقومون من الأجداث لم تكن ثرواتهم فقط نعمة لهم بل كانت أحياناً كثيرة نقمة عليهم وما أشبه اليوم بالبارحة ! اختلفنا وخالفونا اجتهدنا فتارة أصبنا وتارة أخطأنا ركبنا رؤوسنا في آرائنا ومواقفنا ومصالحنا الذاتية، عصبية واعتزازاً وفخراً وعناداً . تناحرنا وتهادنا أخلصنا وتخاونا صمدنا وتخاذلنا ليغتنم المتربصون فينا الفرصة فيغزونا ويحتلونا ويعملوا السيف فينا وبيننا وينهبوا ثرواتنا ويشتتوا شملنا ويفرقونا...


أيها العراقيون أصحاب الحضارة والكرامة ! كفى ما سال من دمائنا وما حصل من خراب في مدننا وما أضعناه من زمن وثروات أبنائنا ...


تعليقات

أحدث أقدم