جَرائم لايُحاسِب عليها القانون ؟

مشاهدات




محمود الجاف 


الجريمة : هي كل فعل خاطئ مُخالف للآداب والعدالة يؤدي الى الاخلال في نظام الجماعة أو الإضرار بمصالح وحُقوق الأفراد أو المَساس بالقيم . أي : كل سلوك يُعاقَب عليه اجتماعيا . اما بالمَفهوم القانوني فهي : كل مُخالفة لقواعد القانون الوضعي المَعمول به . وعرفها الدكتور نجيب حُسني على انها : كل فعل غير مَشروع صادر عن إرادة جنائية يُقرر له القانون عقوبة أو تدابير . وهُناك تعريف يقول : أنها كل فعل امتناع يُمكن إسنادهُ لمُرتكبه ويُقرر لهُ عقوبة جنائية . وجميعها مُحاولة لوضع تعريف يشمل كل الجوانب المُتعلقة بها وعليه فهي في المفهوم الجنائي : كل سلوك إيجابي أو سلبي يُجرمه القانون ويُقرر لهُ عقوبة أو تدابير باعتباره يُشكل اعتداء على مصالح فردية أو جماعية يحميها القانون . اما التعريف اللغوي لها فهو : قطع الشيء ويقال : الجَريم هُو الثمر اليابس . والجَرامة ما سقط من ثمَر النَخل . والجَريمة نواة الثمَر ...


وهُناك جَرائم يُعاقب على مُجرد الشُروع فيها وليس على ارتكابها منها : مُحاولة قلب نظام الحكُم . لان تنفيذها قد يتسبب في استحواذ الثوار على السلطة وبالتالي لن يطالهم القانون ولكن في حالة الفشل يتمُ اعدامهُم . ثانيا : جريمة قتل النفس ( الإنتحار  ) بعد موته لا عقابَ عليه في الدُنيا . كذلك عُقوق الوالدين والإهمال الأسرى ( العنف داخل الأسرة )  والامتناع عن علاج المريض او قتل روح الصغار المعنوية وتجريدهُم من طفولتهم من خلال إهانات وأوصاف نابية تنتهك كرامتهُم وتُهدد نموهُم السليم . والجرائم التي ترتكبها الحكومات بحق شُعوبها . والجريمة الاكبر التي لا احد يُحاسب عليها هي قتل الاحلام . نعم قتل الاحلام . فعندما لا تحلم تُصبح ميتاً وانتَ على قيد الحياة . وبسبب واقعنا المُزري المُحبط المُؤلم لابد لكل منا ان يهرب الى عالم الخيال حيث الحياة التي نتمناها ... 


إنها جرائم لا يقع ضررها على أشخاص مُعينين ولا يمكن في عُرف القانون أن نُحدد زمانها ومكانها وتطال كل أفراد المُجتمع بل تنخر فيه من الداخل كما ينخر السوس الشجر . وهي لا تخفى على الناس لانهُم يشعرون بها ويرونها ويصرخون مُعلنين عن احتجاجهُم ورفضهم . البعض يدير العمل في مُؤسسته على أساس المَحسوبية والمعرفة الشخصية والمصالح المتبادلة واخر يدور في فلك أصحاب القرار ويُمجدهُم ويراهُم الحق الذي لا يأتيه الباطل من بينَ يديه ولا من خلفه فيكون خادما أمينا لهواهُم وما يُحبون بغض النظر عن الضَرر الذي قد يُلحقه بالمُجتمع وأفراده .


وجرائم الزواج والانتقام العائلي . حين يتم منح البنت او الولد الى اقرب حاوية نفايات بشرية من اجل التخلص من المَسؤولية او بحُجة السيطرة عليه لأنهُ كبُر ولابد يعقل أو تعقل هي . هم يقصدون تقييد سلوكهم من خلال الزواج . عندما يتزوج الحمار غزالة او العكس فانت قد قتلت فيهم كل شيء وجعلتَ منهُم جُثة تمشي في الطرقات . وسينجبون لك مأساة اكثر بُؤسا وتعاسة منهُم . لهذا فان الله يقول في سورة النازعات ( 5 ) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8 (  ... فلا قانون اكثر عدلا واحتواءا لكل شيء الا قانون ربنا الذي سيجعلك تدفع ثمن حتى مثقال الذرة  ...


انتبه الى خطواتك وكلماتك فعند سيرك قد تقتل نفسا وانت لاتدري . تدوسها تحت اقدامك من خلال همساتك او نظراتك او كلماتك . لان بعض العقول تحمل افكارا خاطئة فاقت خسائرها اخطر واقوى القنابل في التاريخ ...

تعليقات

أحدث أقدم