عيني لبغدادَ

مشاهدات

 


غدير الشمري 

‏عينــي لبغـــــــــــدادَ تبدو مــثلُ فاتنةٍ
هلت كما العيـــد تحُيي صُبحها العطرا
تسمو مـــــــــــع النجم والمنصور دللها
فـــي رأسها التاجُ يمشي خلفها الشُعرا
تزهو مـــــــــنَ الحُسنِ والأنظارُ ترقبُها
ضاءتْ بِها الأرضُ.. قـــامَ الكونُ منبهرا
فُستانُها النــــــــــــــورُ والأزهار ُ حُلَّتهُ
و رمــــــــــــــــلةُ الطينِ حناءٌ لنا أسرا
أغلى مــــنَ الماسِ والياقوتِ في دَمِنا
حبٌ مـــع النبض يسري ذاب وانصهرا
كأنما اللهُ لــــــمَّ الحُسنَ فــــــــي يدِهِ
حتى أفــــــــاضَ بظلِ العرشِ وانهمرا
نـــــــورٌ على الأرضِ من آياتهِ خُلقت
هذي العروسُ التـــــــي تبدو لنا قَمرا
أهدابُها اللــــيل ُ والرحــــــــمنُ كحلّّها
فــــــــي دجلةِ الخيرِ مفـتونًا بها عبرا
وطـرّزَ النخـــل ُ إكليـــــــــــــلاً لغرَّتِها
لتأخذَ الناسُ مــــــــــــن آياتِها صورا
و تــــــــرسلَ الشمسُ خيطاناً لها ذهباً
و يرسلَ الغيثُ مــــــن أشواقِهِ المطرا
ومــــــن أساءَ لها يـــــــــــوما ً وأرقها
يأتـــــي إليها ذلـــــيلَ النفسِ منكسرا
ماعادَ فيها لئيمٌ خــــــــــــــــانَ تربتَها
والله عنها أزالَ الحــــــــــزنُ والخطرا
فيها الأمـــــانُ سلاماً فــــي مداخلها
يُهدى لمنْ كان يشكو الخوف والكدرا
أما القلـــــوبُ التـــــــي تبكي لفُرقتِها
تهـــوي كما الطيرُ فــي أحضانها زُمرا

تعليقات

أحدث أقدم