بايدن (والصين وروسيا والخليج) وخطوط صد التنافس الثلاثة . هل ستنقلب المواقف في الخليج ودائرته؟

مشاهدات

 


وفيق السامرائي

1. وفقا لما يُستَنتَج من تصريحات الرئيس بايدن واتصالاته المعلنة وتصريحات فريقه وما يُنشَر من تصنيف عسكري بمستويات أميركية عليا للتهديدات فإنه يقود ثلاث مهمات كبرى تتطلب إرادة ومتابعة ومعلومات دقيقة جدا وإدارة نشطة بخبرة كبيرة وبعضهم كذلك . وقد استخدمنا كلمة (تنافس) تخفيفا لوصف الصراع السياسي والاقتصادي والحرب الباردة وتصادم المصالح..الخ .

2. المهمة الكبرى الأولى/ خط صد التنافس في جنوب شرق آسيا المشحون بالمشاكل الإقليمية وطريقة التعامل مع الصين ونرى تحسسا صينيا واضحا ومتصاعدا تجاه النشاطات الأميركية هناك .

3. المهمة الكبرى الثانية هي خط صد التنافس في شرق أوروبا لمنع التغلغل والانتشار الاقتصادي والسياسي الصيني الروسي في أوروبا وما التخلي عن رغبات ترامب بسحب القوات من ألمانيا إلا خطوة واضحة من خطوات تحقيق المهمة بدرجة أعلى من وصف التنافس ترتبط بالأمن الاستراتيجي .

4. أما المهمة الكبرى الثالثة فهي خط صد التنافس في الخليج لمنع الانتشار الصيني الروسي في الخليج وإعادة رسم معادلات القوة الإقليمية .

5. وتبدو الصورة معقدة وصعبة جدا وسيحاول الأميركيون تقليل قائمة الأعداء إلى الحد الأدنى والعمل المزدوج على محاولة تقوية الروابط مع الدول الصديقة لهم جنوب شرق آسيا و(الخليج) بقرارات حساسة ومصالح متبادلة وترابط خاص (وقلب حالة الخصومة والعداء إلى حالة مصالح متبادلة مع دول معينة في الشرق الأوسط والخليج )

6. وإلا ليس معتادا ولا عاديا توجيه مطالب تتعلق بحقوق الانسان في دول خليجية صديقة لأميركا يعتبرها كثير من المعنيين تدخلا في شؤونهم وكذلك ما يتعلق بالموقف تجاه حرب اليمن وهذا يناقض تصورات البعض عن نية اميركا بالذهاب بعيدا في مخاصمة إيران في الوقت نفسه فالمتغيرات الأميركية الإيرانية لاتبدو بعيدة ولا مستحيلة ولنتذكر العلاقات الأميركية على طرفي الخليج عموما وبين اميركا وإيران قبل أكثر من أربعين عاما ورغم إختلاف الظروف والعقائد وجراح وشد السنين ومرارتها وظهور الدور الصيني الذي كان ضعيفا قبل عقود فإن استبعاد المتغيرات يقود إلى مفاجآت صادمة.

إنها مؤشرات تغيير في معادلات (قديمة) وجديدة مرتقبة! تتطلب استحضار نظريات المؤامرة لفهمها!؟

7. ولتعزيز الموقف الاستراتيجي ستعمل إدارة بايدن على تقوية الروابط مع الحلفاء الكبار عبر الأطلسي . وهذا كله يضعف الانتشار والتغلغل الصيني والروسي.

إنها مرحلة (تنافس) حاد بلاحروب عسكرية مباشرة بين القوى الكبرى فالعالم لا يتحمل حربا نووية ولابيولوجية ولا تماديا في هجمات إلكترونية وبعض القادة الأميركيين يذهبون بعيدا في خيال غير واقعي بتصور وقوع حرب نووية كبرى إذا ما تعدوا في تفكيرهم تخيلات لعبة الحرب افتراضا.

والذين يعتقدون أن السياسة الأميركية لا تتغير بتبدل الرؤساء مخطؤون. ومرحلة بايدن ستكون أكثر وضوحا وبعدا حتى أكثر من مرحلة أوباما.
(إذن) ماذا؟

سنرى في الخليج معادلات قوة ومصالح وصداقات ومواقف ونشاطات تنسيق متعددة مختلفة ولو رويدا رويدا ببطء نسبيا كمرحلة أولى.

تعليقات

أحدث أقدم