هل ابتلينا بأصحاب الخواتم

مشاهدات

 





 د. خالد النعيمي


قبل ايام أجرت احد القنوات الفضائية مقابلة مع رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وكان محور الحديث عن عملية المطار التي استهدفت فيها الولايات المتحدة الامريكية كلا من قاسم سليماني وابو مهدي المهندس حيث اوضح بأن التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية بدء يتصاعد في الصيف الماضي عندما قامت الطائرات الامريكية والاسرائيلية بقصف مواقع ومعسكرات تعود لفصائل الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية ثم وصلنا الى حافة الهاوية عندما تم قصف قاعدة امريكية في منطقة K-1 في كركوك ومقتل متعاقد امريكي حيث اتصل بي وزير الدفاع الامريكي وابلغني بأنهم سيردون على هذا الاعتداء بقصف مواقع المليشيات ولما حاولت اقناعه بالتريث واعطاء فرصة للحوار قال بان القرار متخذ على اعلى المستويات لدى الادارة الامريكية حينها حاولت الاتصال مع ابو مهدي المهندس لتحذيره واتخاذ الاجراءات الاحترازية فأجابني ان القصف قد بدء فعلا وإنهم يقومون بقصف مواقع تابعة للحشد وهناك ضحايا وخسائر بالارواح وعندما قمنا بتشييع الضحايا في اليوم التالي قام بعض المشيعين بالتوجه الى مبنى السفارة الامريكية بهدف اقامة خيام وسرادق امامها وهنا شعرنا بخطورة الموقف وطلبت من الجميع الانسحاب وهذا ماحصل في اليوم التالي .


وفي ليلة 2-3  كانون الثاني 2020  اعلمني مصطفى الكاظمي مدير جهاز المخابرات وفي ساعة متأخرة من الليل بان هناك حادث لأستهداف موكب من السيارات قرب المطار ولكنهم لايعرفون من هم الاشخاص المستهدفين في هذا القصف وعندما كنت اتابع الصور والافلام التي بدأت تنقلها وتبثها بعض الفضائيات شاهدت كف مقطوعة وعرفت بأن المستهدف هو قاسم سليماتي من خلال الخاتم الذي كان في أصبعه لاني أعرف هذا الخاتم اضافة الى اني كنت على موعد للقاء به صباح اليوم التالي . 


الى هنا انتهت رواية عادل عبد المهدي وهنا عادت بي الذاكرة الى حادثة اغتيال سيده وزعيمه  محمد باقر الحكيم في نهاية شهر أب  عام 2003 عندما انفجرت عليه سيارة مفخخة بينما كان يروم الصعود لسيارته لمغادرة مرقد الامام في النجف بعد انتهاء صلاة الجمعة وسقط نتيجة الحادث اكثر من عشرين سخصا وعددا كبيرا من الجرحى ولم يتم التعرف على جثة محمد باقر الحكيم بسبب شدة الأنفجار ولكنهم عثروا على خاتمه فقط في بقايا كف مقطوعة وممزقة . ثم يتوالى مسلسل الخواتم بعد ان تولى رئاسة الحكومة العراقية ولدورتين بين عامي 2006 -2014 نوري المالكي امين عام حزب الدعوة الذي عرف عنه عشقه وهوايته للمحابس والخواتم والسبح والتي كان يمتهنها عندما كان لاجئا في سوريا ولديه بسطيه في حي السيدة زينب وهذا الامر ينطبق على باقي الشلة حيث تشاهد احيانا بان هناك من يضع اكثر من خاتم في أصابع يديه ويتباهون في الاشكال والأنواع والأحجام اما المعممين منهم فالامر يصبح مثير للسخرية والأستهزاء لذلك لابد ان تكون لنا وقفة امام الدوافع والاسباب والأسرار التي جعلت  هؤلاء السياسين التي جائت بهم امريكا وايران بعد عام 2003 ان يفتنون بالمحابس والخواتم الى هذه الدرجه وماهي دلالاتها وهي أصلا لاتليق بالرجال وقد نهى عنها الشرع الحنيف ولكن كما يبدو إنها عادة او تقليد فارسي قديم كان يتباهى فيها ملوك فارس في زمن كسرى ويزدجر وتأثر بها هؤلاء الاتباع والمريدين .




تعليقات

أحدث أقدم