ماذا بعد الزعيم الهمشري ؟

مشاهدات





د . مؤيد الجبوري


تكاثرت التوقعات وتقاطرت الأماني الواحدة تلو الأخرى بل وتعاظمت جميع ألأحلام المشروعة وغير المشروعة  خصوصا في بداية السنة ألأولى لتولي ترامب لرئاسة الولايات الامتحدة الأمريكية وظهوره في ضيافة المملكة العربية السعودية مع إبنته المدللة إيفانكا التي سلبت لب الأفندية قبل المعكلين في صورة تراجيدية تذكرنا بزمن الطفولة وبالحاوي ألذي يتنقل بين البلدات والحواري مع قرده الضحاك الذي كنا عندما نعطيه قطعة نقود يبتسم لنا ويكشف عن اسنانه ملئ شدقيه وعندما لا نعطيه قطعة نقود يدير لنا ظهره ليكشف لنا عن مؤخرته  والمصيبة الكبرى أن هذا الحاوي المسمى دونالد ترامب قد قبض بشكل علني من المملكة العربية السعودية ثمن إسقاط النظام الإيراني  وحماية دول الخليج العربي كما سبق أن قبض المجرم بوش وحسني مبارك الخفيف بشكل سري ثمن شن العدوان الثلاثيني في العام 1991 وصولا الى عملية غزو وإسقاط دولة العراق في العام 2003  .     

                                                                    

لكن الفارق كبير بين بوش وترامب  فألأول بوش  قد أوفى بعهده في تدمير الدولة العراقية في عام 2003  لأن امة العرب تريد هذا بإلتوافق مع إسرائيل ربيبة أمريكا  والثاني ترامب بقى طيلة ثلاثة سنوات يلعب على الحبال في عدم إسقاط النظام الإيراني لأن اسرائيل تريد هذا بالضد من رغبات أمة العرب وألأكثر غرابة أن هنالك من أمة العرب وتحديدا بعض قواها الوطنية والثورية كانت تراهن  حتى لآخر لحظات ولاية ترامب على أن النظام الإيراني ذاهب الى الزوال بفعل ضربات القاذفات الستراتيجية الأمريكية التي تارة تقرر لها ان تقصف 52 هدفا وتارة اخرى ستقصف 56 هدفا ستعيد النظام الإيراني الى العصر الجليدي في سيناريوهات عديدة ولا قصص الخيال العلمي تمشدق علينا بها  من يدعون أنهم جهابذة السياسة ورعاة مراكز ألدراسات الستراتيجية وعلى وفق هذه السيناريوهات سيكون ليس بمقدور النظام الإيراني الإستمرار في ادارة الأزمات في دول الهلال او القمر الشيعي وسيتوقف عن مشروع تصدير الثورة ألإيرانية لأنه سينشغل بمشاكله الداخلية والإنزواء في محاولة اعادة بناء دولته للمحافظة على نظامه على اقل تقدير .   

            

ألآن وبعد ان زالت الغشاوة التي كانت تطغي على عيون وقلوب وبصيرة من تعلق بإلأحلام الوردية ممن ساروا في ركب هذا الحاوي الذي يحق لنا تسميته بإلزعيم الهمشري نقول هل هنالك بعد مكة مدينة كما يقول المثل العربي وهل هنالك ملاذ آخر للقوى السياسية العراقية الشريفة بشقيها المقاومة المسلحة والمعارضة السياسية والجواب يتضمن نقطتين اساسيتين لأن التساؤلات اعلاه كانت من شقين وهو : -  


الشق ألأول :

ليس بعد العراق عراقا آخر وهو الجامع والقاسم المشترك الذي يجب ان تتوحد عليه رصاصات المقاومة العراقية وكلمات المعارضة العراقية  وان نترك النرجسية وحب الظهور وألأنا ونترك نقاط الخلاف والفرقة لكي يتم تناولها وتهذبيها وتسقيطها الواحدة تلو ألأخرى خلال مسيرة التحرير او لما بعد التحرير لأن ألإختلافات التي تبعدنا عن بعض تكاد تكون في الجزئيات والتفاصيل وليس في الثواب والأساسيات وألأكثر من ذلك ان تلك الإختلافات تم تجييرها كخلافات بين القوى الوطنية العراقية  من قبل قوى الردة وقوى الإحتلال وأدواته ألمخابراتية .                                                                                                                      

الشق الثاني : 

ليس لنا أي ملاذ غير حضن شعبنا العراقي ألأبي المبتلى بمثلث برمودا  المتمثل بإلإحتلال ألأمريكي والصهيوني والإيراني وبالطابور الخامس المتمثل بالرجعية العربية  ألتي استكثرت علينا نهضتنا الثورية وقائدنا العظيم صدام حسين رحمه الله وجيشنا العراقي الوطني الباسل وكلا مثلث برمودا والطابور الخامس لا يريدان لنا ولشعبنا الخير وألأمن وألإستقرار أما ما نسمعه منهما من تصريحات وحيف وحسافة على نظام الحكم الوطني وقيادته والحال الذي آل له حال العراق ارضا وشعبا هي ليست أكثر من تصريحات لغرض الإستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون ولكي نبني عليها الآمال وألأماني الضالة لتزيد من عمر الإحتلال ومعاناة شعبنا العراقي الجريح .  

                                                                             

من هنا نقول لكل رجال العراق الصادقون ولكل ماجدات العراق الصادقات ولكل شباب وشابات العراق علينا ان نعود بعملنا الثوري الى احضان الشعب  وننطلق من البيت والحارة والشارع  وأن لا نتكل على اي عامل خارجي سواء كان عربي او إقليمي او أممي او دولي  فقد أثبتت احداث ثمانية عشر عاما من عمر الإحتلال لوطننا العراق اننا لا نشكل نقطة في بحر اهتماماتهم  ولكننا نشكل عندهم منجم من الذهب واللؤلؤ والمرجان وبحيرة جليدية من الكنوز والمغانم  ظاهرها الذي سرقوه لحد ألآن هو عشرها والغاطس المشاع للسرقة من المغانم هو تسعة أعشارها  لهذا نجد الجميع بلا اي إستثناء  يتمتع بحصة متفق عليها من هذه المغانم حتى لو تم افناء الشعب العراقي عن بكرة ابيه بكل اطيافه  فألمشروع الستراتيجي لغزو العراق يستهدف انها وجود العراق ارضا وشعبا  وكل هذا يجري تحت سمع وابصار كل دول العالم وألمنظمات التي تدعي انها منظمات إنسانية  وعلينا ان لا ننتظر الحل من المحتل لأن الغريب ذيب !    
                      

وعندما يكون استخدام القوة العسكرية هو المدعاة لفض المنازعات بين الدول بعدما تعجز بقية الوسائل السياسية عن ذلك  فألأمر هو الآخر ينطبق عندما تعجز الوسائل السياسية في تغيير النظام الحالي في العراق وسيكون من الأجدر بنا توحيد صفوف ألأحزاب والكتل السياسية المعارضة  وتحويلها الى قلاع مسلحة لينطلق منها الكفاح الوطني المسلح ألذي هو الدواء الأنجع وألأنجح لتحرير العراق وليس لغير الكفاح المسلح طريق آخر للتحرير وعندما سنصيب النظام الحالي والمتعاونين معه والدول المستفيدة ومصالحها داخل العراق بمقتل سيكون الحوار السياسي هو مطلب تلك الدول التي تعرضت مصالحها ورعاياها الى الضرر وسنجد هنالك من يسمع صوت ازيز رصاصاتنا ويتحسس مواقع ألمها  بأنه أول من سيستمع لصوتنا المقاوم  بعد ان بح صوتنا طيلة سنين الإحتلال .                                                                             

والله أكبر وليخسأ الخاسؤون


تعليقات

أحدث أقدم