الإجراءات الحكومية في الناصرية، وتدهور الوضع العراقي

مشاهدات



أعلنت خلية الإعلام الأمني يوم الاثنين، عن البدء بتنفيذ “خطة انتشار” أمنية في مدينة الناصرية، لفرض القانون وحماية المواطنين،  والمصالح العامة والخاصة؛ ونشرت صباح اليوم، ثلاثة أطواق حول ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار، والطوق الأمني الأول يضم منتسبين يحملون الهراوات، أما الطوقين الآخرين فإنهما يضمان عناصر أمنية مسلحة”، وشرعت “قيادة عمليات سومر بتنفيذ انتشار أمني داخل مركز محافظة ذي قار- مدينة الناصرية بعد وصول التعزيزات الامنية (اللواء السابع والثلاثين بالجيش ولواء المهمات الخاصة بالشرطة الاتحادية)”، وتأتي هذه الاجراءات بعد وصول فريق “خلية ازمة ذي قار” برئاسة مستشار الامن القومي “قاسم الاعرجي”، يوم امس الاحد، الى المحافظة بعد الاحداث التي جرت خلال اليومين الماضيين ، وكشف قيادي في هيئة الحشد الشعبي، امس الأحد عن مهمة “قيادة عمليات بغداد” التابعة للحشد الشعبي والمشكلة حديثاً، بأمر رئيس الهيئة “فالح الفياض”


 تعليق

تشير خطة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى احتواء الغضب الشعبي في محافظة ذي قار( الناصرية) على اثر الهجمات التي تعرضت لها جموع المتظاهرين ، من قبل مسلحي التيار الصدري ، وقد ذهب ضحيتها  خمس شهداء وخمسون جريح ، فضلا عن حرق خيم المتظاهرين في ساحة الحبوبي ، وتمكن مستشار الامن القومي “قاسم الاعرجي” من جمع شيوخ العشائر في المحافظة ، والاتصال برئيس الوزراء لتهدئة الموقف ، وطالب رئيس الوزراء انهاء التظاهرات طوعيا ، نظرا لتحقق كافة مطالب المتظاهرين حسب كلامه الهاتفي ، ولم تقتنع الجماهيري الشعبية بمطلب رئيس الوزراء بأنهاء التظاهرات ، واستمرت الفعاليات في ظل تامين الموقف امنيا من قبل خلية الازمة المرسلة من بغداد

وفي ظل هذه الاحداث شكل الحشد الشعبي  بأمر رئيس الهيئة فالح الفياض “قيادة عمليات بغداد” التابعة له حيث ان “هيئة الحشد الشعبي فيها أكثر من (30) لواء وبصنوف مختلفة، وهذه الالوية مقسمة على قيادات عمليات في مختلف المحافظات العراقية، فهناك قيادة عمليات ديالى وعمليات الفرات الأوسط وعمليات الجنوب، والآن اصبح لهذه الالوية عمليات خاصة في العاصمة بغداد”.


تحليل

اصبح الوضع العراقي معقدا لدرجة عالية ، في ظل الفوضى السياسية والمسلحة التي تجتاح العراق ، وانتشار وتعدد مراكز القوى المسلحة ، بما يوازي أداء الحكومة ومؤسساتها بل يتخطاها ويضعف دورها ويبدوا ان هذا السياق مخطط له ، لتهميش دور القوات الحكومية واندثار دور الدولة ، مما يعقد المشهد الأمني وابجديات القيادة والسيطرة الحكومية ،  ومن المرجح ان يتطور الوضع السياسي والأمني المضطرب الى اندثار الدور الحكومي ، وسيطرة الفصائل المسلحة على المهام الحكومية .

ويشير استخدام القوة الخشنة من قبل فصائل سياسية مسلحة دون مبرر قانوني ، كما جرى في محافظة ذي قار والتعرض للمتظاهرين ، الى الفوضى السياسية والمسلحة، مما ادرى الى ارتفاع وتيرة السخط الشعبي ، وغضب الأهالي نظرا لسقوط ضحايا بين قتيل وجريح ، وبالرغم من اتباع سياسة الاحتواء الحكومي للموقف الا ان الموقف لايزال محتقن ن وقابل للتطور ، ومن المرجح ان تتصاعد الفعاليات الشعبية بشكل اكبر

وفي ظل هذه الفوضى اذ من المرجح ان يستمر الوضع العراقي بالتدهور ، في ظل سباق الصدارة نحو السلطة بين الفصائل الشيعية السياسية والمسلحة قبيل الانتخابات ، واندثار دور الدولة ، وضعف الحكومة وقرارتها الرادعة ، ومن المحتمل ان يؤجل اجراء الانتخابات في ظل هذه الظروف ، وعدم اكتمال محددات بيئة الانتخابات والتصويت على قانون المحكمة الاتحادية ، فضلا عن سخونة المناخ الدولي والاقليمي ، ويشير الى توتر عالي المستوى قد يلقي بظلاله على الواقع العراقي السياسي والأمني،  وجميع تلك العوامل تفقد العراق زمام المبادرة وترسيخ نظام سياس مستقر .

المصدر صقر للدراسات


تعليقات

أحدث أقدم