مشاهدات
بلقيس البرزنجي
قال تعالى ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)
عاد المجتمع لمثل ما كان عليه في الجاهلية أما بدفن البنت بالتراب أو وهي على قيد الحياةِ من خلال تهميشها ومحو شخصيتها والغاء وجودها بعودة المجتمع العشائري الذي تهمه التقاليد أكثر مما يهمه الحلال والحرام ونسى ماشرعه الله ولم يبقى له من الدين سوى اسمه . مجتمع يحاسب البنت فقط ويتغاضى عن اخطاء الرجل ونسوا إننا عباد الله ونار جهنم خلقت للبشر والكل سيحاسب .
الإسلام جاء لينسف جاهلية العرب والغرب معاً فصان المرأة وأعطاها حقها بالميراث وخلد أسماء النساء كالسيدتين خديجة وفاطمة رضي الله عنهما ومريم بنت عمران البتول عليها السلام . وشاركت صحابيات في حروب الدعوة يداوين الجرحى ومنهن من ركبت الخيل وحملت السيف والقت الشعر وحضرت مجالس رسول صلى الله عليه وسلم إما اليوم فقد تحول المجتمع من اسلامي الى ذكوري .
عندما كنت طفلة كثيرا ماسمعت كلمة يامسكينة حين ترزق احداهن ببنت حتى رسخت الجملة في عقلي .
الطفل عندما يخطىء يقولون السبب الام وعندما يتوفى زوجها يقولون لها اصبري لاجل أولادك وعندما يتزوج عليها زوجها يقولون هي التي قصرت معه ! وعندما تتعرض للتحرش في الشارع عليها ان تستر نفسها وتصمت والا ستكون مذنبة ! اذا تكلمت او تبسمت او عبست او تزينت واذا اهملت نفسها وان كانت عصبية او هادئة . الذنب دائما ذنبها واذا لم تتزوج او تزوجت بعمر صغير تبقى المخلوق الضعيف الذي يرمى عليه كل اللوم ... المصيبة الاكبر عندما توضع بمقارنة مع اخريات ستجرح كرامتها ومشاعرها دون احساس بالمسؤولية .
أيها المجتمع المتسلط هل تدري كم فتاة تتزوج بهذا اليوم غصباً عنها من انسان لا تريده ولا تعرفه إضافة الى زواج ألأقارب أو ما يعرف بالنهوة . إبن عمها يرفض زواجها وينهي عليها ويوقف حالها فيتركها ويكسر نصيبها رغم انه قد لايتزوجها ؟
في العراق اليوم صارت المرأة تخاف من كل شئ وتشك في كل شئ وكرهت حتى نفسها بسبب الكبت والحرمان والضغوط؟
هل تعلمون كم رجل يجلس في الدار والزوجة هي التي تعمل خارج البيت لتعود وتكمل واجباتها وعندما تعود عليها ان تكون بأحسن واحلى صورة ولايحق لها الشكوى او التظلم .
هل تعلمون كم الف مرأة مريضة نفسياً وصحياً ولا تعالج نفسها ولايسمحو لها ؟ أتعرفون كم النساء الآئي يتحكم بها منحط وجاهل حرمها من ممارسة حرياتها ؟
اغلب العراقيات مقموعات من قبل الأهل والمحيطين بها .
تحية حب وإجلال لكل امرأة ضحت وواصلت بخطى ثابتة لتحقيق طموحها وما هزها تفاهات المجتمع .
كوني قوية مؤمنة قادرة على تخطي كل الصعاب لانك انسان يصنع الحياة ويبث الامل والفرح لمن حوله ولست خطيئة او مسكينة بل انت القوة والعنفوان والامل والحب ...
إرسال تعليق