أصحاب الجحيم واغتنام الفر

مشاهدات

 



عبد المنعم إسماعيل

يعيش أصحاب المناهج الجهنمية يهودا كانوا أو نصارى أو مجوس أو جاهليين تحت أي راية أو أي مسمى بين آليات متوالية يسعون بها لتحقيق أهدافهم ومنها منهجية اغتنام الفرص لتحقيق النجاحات عقب ظهور علل وأسباب يرون منها غنائم وفرص سانحة داخل المجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة ليقوموا بعد تحديد الهدف لاغتنام الفرصة الموجودة وقد تكون على شكل :

خلاف فقهي يتفهمه الكبار ويغرق فيه الصغار .

وقد يكون خلاف سياسي فتصنع منه العقول المبتورة مفخخات للمجتمع عن طريق شيطنة الأطراف لتتهيأ لتربص خصوم الأمة الإسلامية بجميع الاطراف لعلهم حسب ظنهم ينجحون في تحقيق ولاء بعيد المدى أو قريب .

فتركزت منهجية أصحاب المناهج الجهنمية في مفردة علوج الروم حين راسلوا أحد المخلفين الثلاث في المدينة حين علموا بوجود مظاهر شقاق هكذا فهموا كما ذكر ابن هشام في السيرة حين روى على لسان كعب بن مالك :

فبينا أنا أمشي بالسوق إذا نبطي يسأل عني من نبط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول : من يدل علي كعب بن مالك ؟ قال : فجعل الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكتب كتابا في سرقة من حرير فإذا فيه :

أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك .

قال : قلت حين قرأتها : وهذا من البلاء أيضا قد بلغ بي ما وقعت فيه أن طمع في رجل من أهل الشرك . قال : فعمدت بها إلى تنور فسجرته بها .

فكم في الواقع من علوج ولكن أين أحفاد كعب ؟

في الواقع المعاصركم كبير جدا من المتربصين بالأمة من شياطين المشاريع الدولية الظالمة سواء غربان الصهيونية أو الصليبية والخمينية التي تغتنم كل مظاهر الخلل داخل كيان الأمة الإسلامية بصفة عامة والحركة الإسلامية بصفة خاصة حين تراقب عن كثب حالة التنازع الإسلامي العلماني بين الحركة الإسلامية والأنظمة العربية بشكل عام أو بين التيارات الإسلامية المتنوعة بشكل خاص حين دب الخلاف الإخواني السلفي أو بين أطياف السلفية المتنوعة لتغتنم غربان النظام الدولي حالة السيولة الفكرية الموجودة داخل وسائل الإعلام المتعددة ليتم استقطاب ضحايا الخلافات برسائل مشابهة تماما للتي ارسلها العلوج أسلافهم للصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنهم أجمعين ولكننا نجد خلافا كبيرا ليس بين المتربصين ولكن بين الضحايا فالعلوج واتباعهم كيانا واحدا في المكر والشر أما الاشكال يكمن في الفارق بين كعب بن مالك ورفاقة الكرام وبين المسلمين المعاصرين المتلقين لرسائل علوج النظام الدولي إلحق بنا نواسك .

كعب دب الخطاب في التنور لأنه أدرك المخطط الإجرامي الجهنمي لتفتيت الكيان الأممي للأمة الإسلامية فهل ادرك المتنازعون اليوم لحقيقة رسائل غربان النظام الدولي إلحق بنا نواسك ؟
 
أين عقول اتباع كعب ليسجروا رسائل مكرة النظام الدولي في تنور الرد والتغافل والرفض النسيان والتناسي والوعي والفهم لصيانة النواة الصلبة للأمة العربية والإسلامية من تيه التنازع أو التفرق خلف متواليات متنوعة لم تتوقف لتتابع التبعية لمدارس الأهواء واقوال الرجال والقادة الذين جعلوامن أنفسهم بديلا عن الإسلام كدين والأمة ككيان؟

هل يعي شباب الأمة مخاطر رسائل غربان النظام الدولي لاستقطابهم نحو التطرف أو التكفير أو تفجير بلدانهم لدواعي وهم التغيير أو علل الاصلاح هكذا زعموا ؟!

لنسجر كل رسائل أحفاد هرقل في تنور الوعي ونلتزم بأصول البناء الأممي للأمة العربية والإسلامية وحينها نلتقي رغم الخلاف ونعتصم رغم التنوع ونصل للهدف رغم التدافع حين ندرك أهمية التلاقي حول الإسلام والسنة والأمة التي تتكون من عقول متعددة وأطياف متجددة حول متغيرات لن تتوقف وثوابت لن تتغير .

تعليقات

أحدث أقدم