مراقب : إنتحار الشباب مخرج يتناسب طرديا مع أرتفاع معدلات البطالة : المشكلة تتحملها السلطات المتعاقبة ويؤكد حتمية محاسبتها قانونياً

مشاهدات



محمد حمزة الجبوري / العراق


أظهرت دراسة أمريكية أخيرة إرتفاع معدلات البطالة بشكل كبير وعزت الدراسة الأمر إلى "الفشل السياسي" في العراق ؛ وأشارت الدراسة أن" الإرتفاع الملحوظ في معدلات البطالة دفع الشباب العراقي الى الانتحار للتخلص من الضغط النفسي الهائل ووصولهم إلى مرحلة الإحباط الكامل" ؛ما يعني حسب مراقبون محليون غياب تام لفرص تغيير مستوياتهم المعيشية في ظل بقاء طبقة سياسية جاهلة فاسدة لم تقدم رؤية إصلاحية واحدة أو بالأحرى لا تمتلك نهج واضح المعالم قادر على انتشال العراق من أزماته المتناسلة" .


شباب عاطلون عن العمل عبروا عن سخطهم الكبير من تنامي الفشل السياسي والاقتصادي بشكل مخيف يصعب السيطرة عليه معتبرين أن "الحل عزل الطبقة السياسية الحالية بالكامل بمعنى الهدم والبناء ولا طائل من التعمير السياسي البتة بل الأولى الذهاب الى ثورة مفاهيمية قيمية قبيل إندلاع الثورة السياسية المرتجاة التي ستفضي إلى بناء دولة" .


الباحث في الشأن السياسي الكاتب والصحفي محمد عبد الجبار الشبوط 

أعتبر ان "محاولات السلطات الحاكمة التي تعاقبت لحل المشكلات التي يعاني منها العراق، دولةً ومجتمعاً، حلول بدائية تقليدية، متخلفة وهذا ما ينطبق اشد الانطباق على مشكلة البطالة عندنا" مبيناً أن" قسم كبير من قوة العمل، من الذكور والاناث عاطلون عن العمل منهم خريجو كليات بشهادة البكالوريوس، ومنهم خريجو معاهد حملة شهادة الدبلوم، ومنهم خريجو الاعدادية، وهكذا نزولا الى فئة "يقرأ ويكتب" وجميع هؤلاء بشر، يتعين اطعامهم وكسوتهم وتوفير الرعاية الصحية لهم وغير ذلك ونصفهم تقريبا من الشباب الذكور الذين يحلمون بالزواج وتكوين اسرة، ونصفهم الثاني من البنات اللواتي ليس لهن معيل سوى الاب او الاخ، وربما كان هؤلاء عاطلين عن العمل وهذه مشكلة اقتصادية واجتماعية عويصة، لها اثار وتبعات سياسية واخلاقية جمة، كما ان لها اسبابا وعوامل شتى" .


وأضاف الشبوط أن "الحل الحضاري للبطالة يكمن بكلمة واحدة هو ضخ قوة العمل في سوق العمل الانتاجي، الصناعي والزراعي والخدمي من خلال مشاريع ذكية محددة، تتم بالتعاون بين الدولة والقطاع الخاص وليس بالتعيين التقليدي" .


النائب السابق في البرلمان العراقي الدكتور حيدر السويدي يرجح أن

"السبب الرئيس هو فشل النظام السياسي في إيجاد حلول ناجعة لانتشال الشباب والخريجين  من الكساد  الإنتاجي بعد حصولهم على الشهادات  وإيجاد فرص عمل لهم" ؛معتبراً أن "الأخطر من ذلك أن الحكومة لا تعمل ضمن خطط مستقبلية  تهيئها وزارة التخطيط المغيبة في عملها  بإرادات خارجية حسب وصفه هدفها خلق كساد وفوضى في البلاد" ؛ مؤكداً  أن "مجلس النواب بوصفه السلطة التشريعية هو الحلقة الأضعف في معالجة البطالة من خلال تعطيله لتشريع القوانين المنتجة الملزمة للحكومة "


الباحث في الشأن السياسي والاجتماعي الدكتور أنمار نزار الدروبي من جانبه أكد أن " البطالة كما عرفها الدكتور (رايموبارين) بأنها التوقف اللاإرادي عن العمل وفقاً لفقدان الشغل، وقد يمتد هذا التوقف إلى أكثر من شهر " ؛ مشيرا إلى أن  "البطالة بصورة عامة قد تكون لأسباب إقتصادية واجتماعية تنعكس تلك الأسباب بصورة مباشرة بشكل سيء على العمل والأداء العام للدولة، على سبيل المثال لا الحصر الهجرة من الريف الى المدينة وما ينجم عنها من تراجع للقطاع الخاص نتيجة لترك الأرض بلا زراعة والتوجه صوب القطاع العام المترهل وظيفياً " ؛  لافتاً إلى أن "مشكلة البطالة في العراق والتي اصبحت ظاهرة مجتمعية متفشية تهدد مستقبل البلد بأسره فالبطالة لا تخرج عن السياق العام الذي يعيشه العراق، لأن البلد يشهد بطالة في كل نواحي الحياة، بطالة اقتصادية وبطالة في الصحة جراء تفشي جائحة كورونا ومن نجم عنها من توقف لأهم مرافق الدولة، بطالة إدارية في اغلب مؤسسات الدولة أو ما يصطلح عليها ( البطالة المقنعة) وبالتالي أخشى من وصول العراق إلى إفلاس سيبقى لسنوات عدة" .

تعليقات

أحدث أقدم