لماذا سنجار بالذات ؟

مشاهدات



الأستاذة أحلام طارق 


سنجار مدينة عراقية تقع شمال غرب الموصل وتعتبر من ضمن وحداتها الإدارية التابعة لها غالبية سكانها من الايزيدين فضلا عن العرب والتركمان .


تعرضت سنجار لابشع انواع التطهير العرقي والديني اثناء  اقتحام داعش لها حيث قاموا بقتل المئات من الايزيدين وسبي نسائهم والاتجار بهم تجارة البشر ونزح إعداد كبيرة منهم ، لازال اغلبهم إلى اليوم منذ تحرير المدينة من قبضة داعش لايستطيعون العودة إلى مناطقهم ويسكنون المخيمات او في العراء ذلك لان المدينة تواجد فيها  عدة قوى سياسية متناحرة فيما بينها و هم كل من :


1- حزب العمال الكردستاني 

2- الحشد الشعبي 

3-قوات البيشمركة 

4- قطعات من الجيش العراقي التابع للحكومة المركزية 


إضافة إلى جماعات مسلحة اخرى ... أثر هذا النزاع بين هذه القوى وساعدت في تردي الواقع الأمني ودخول المنطقة في صراعات إقليمية وسياسية وعرقية ودينية مستحدثة أخرى مما جعلها مدينة خارجة عن القانون .


هذه الأوضاع كلها هيئت مناخ خاص لتحركات الأمريكان في المنطقة  فهي من رسمت خطة لتوطيد العلاقات بين حكومة بغداد و حكومة اربيل مما حثت بغداد على تسليم سنجار إلى حكومة اربيل وضمها للإقليم رغم ان سنجار لم تكن من ضمن المادة 140 ألميتة أصلاً من زمان والخاصة بالاراضي المتنازع عليها ، الا ان الأمريكان أرادوا بذلك قتل مشروع طريق الحرير الذي يبدأ من الصين و ينتهي بميناء الفاو ومن ثم الى الطريق البري المؤدي الى سنجار بوابة العراق الى اوربا عبر تركيا .


ويعتبر ميناء الفاو اكبر ميناء للسفن ذات الحمولات الكبيرة والعملاقة في المنطقة حيث بدأت العمل في تنفيذه شركة دايو الكورية مما جعل زيادة مخاوف وقلق الكويت و الإمارات والسعودية وقطر من إكمال هذا المشروع علما بان هذا الميناء هو المنفذ المائي الوحيد للعراق ولا يؤثر سلبا على هذه الدول لوجود شواطيء لديها على مساحات واسعة  ، مع هذا تزايد قلقهم ظهر جليا في اتساع حجم المؤامرة في عرقلة العمل لإكمال الميناء بقتل المدير التنفيذي لشركة دايو وساعدت في ذلك امريكا بالإسراع  بابرام الاتفاقية بين بغداد واربيل وتسليم سنجار لحكومة كردستان الهدف منها :


1- حماية المصالح الامريكية بالمنطقة وذلك بوئد طريق الحرير الذي يبدأ بالصين التي تعتبر العدو اللدود لأمريكا .


2- حماية مصالح دول الخليج العبري حلفاء الأمريكان ( الكويت - الإمارات - السعودية - قطر ) بقتل مشروع ميناء الفاو وذلك عن طريق تسليم سنجار المنفذ البري ألذي يربط العراق بأوروبا عن طريق تركيا .


3- جعل العراق مضطرب اقتصاديا وذلك بانهاء ميناء الفاو وقطع طريق الحرير بجعل حكومة كردستان تتحكم بقوافل التجارة المارة عبر سنجار مما يسبب في أضعاف اقتصاد العراق ليسهل السيطرة عليه ونهب ثرواته عن طريق الحكومات المدعومة من امريكا وايران .


4- من ضمن هذه الاتفاقية هو خروج الجماعات المسلحة من سنجار ومنها الحشد الشعبي الذي يشكل تهديدا واضحا للتواجد الأمريكي في المنطقة وبهذه الخطوة ضمنت امريكا سلامة قطعاتها المتواجدة في أقليم كردستان من الهجمات المتكررة بالصواريخ التي  تطلق عليهم بين فترة وأخرى .


كل هذه الأهداف تصب في مصلحة اقليم كردستان حليف امريكا حيث يعتبر المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق ، وما قضية عودة الايزيدين الى مناطقهم الا ذريعة لتحقق امريكا مآربها في المنطقة ولتحمي مصالحها الاستراتيجية على حساب دماء الابرياء . 


فهل سيتحقق ماخططت له امريكا من اتفاق والمضي قدما في تفعيل المادة 140 وضم مدن اخرى لإقليم كردستان ام سيتصدى الحشد الشعبي الماسك للأرض والذي يعتبر نفسه هو من قدم التضحيات في تحرير المدينة من قبضة داعش و يرفض الانصياع للاتفاقية ويمتنع عن الخروج من سنجار وتبقى المنطقة في لهيب مستعر بين القوى المتناحرة فيها ... 


ام ماذا نترقب في مستقبلنا المجهول... ؟


تحياتي..


تعليقات

أحدث أقدم