ثوار تشرين" نرفع لكم القبعة ونؤدي لكم التحية...

مشاهدات



زياد الشيخلي 


في الوقت الذي يشهد فيه العراق جملة من الانتكاسات السياسية والامنية والاقتصادية بسبب الطبقة السياسية الحاكمة منذ سبعة عشر عاما، يعود شباب ثورة تشرين الأبطال إلى ساحات الاعتصام ورغما عن كل الظروف القاسية التي تعرضت لها هذه الثورة العظيمة، حيث قُتل المئات من شباب الثورة بدم بارد، وآلاف الجرحى، ناهيك عن عمليات الاعتقال والاختطاف التي طالت شبابنا البطل وتغيبهم في أماكن لا تعلم بها كل المؤسسات الأمنية بالدولة.


في الحقيقة أن ثورة تشرين المجيدة أن دلت على شيء فإنما تدل على ظهور جيل جديد من الشباب العراقي، هذا الجيل اليوم يُمثل العمود الفقري لبناء مستقبل مشرق في عراق جديد. حيث قدم العراقيون أبناء ثورة تشرين خلال هذه الثورة نموذجاً رائعاً عن الشاب العراقي وأخلاقه الرفيعة التي لفتت انتباه معظم وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، ويكفي أن نفتخر نحن كعراقيين أن الثوار الشباب عبروا بثورتهم هذه عن معاناة كل عراقي، رجالا وشيوخا ونساءا واطفالا.


وبلا شك، أننا كعراقيين نعلم جيدا أن المعادلة السياسية في العراق قبل ثورة تشرين كانت قائمة على الطبقة السياسية الحاكمة لا غير، حيث النفق المظلم الذي دخلته البلاد منذ سنين، وازدياد توحش الفساد والفاسدون بعيدا عن طموحات الشعب وآماله التي أصبحت أحلاما في سراب. وفي خضم كل هذه التداعيات الخطيرة، جاء شباب العراق ليغيروا هذه المعادلة الخطأ في كل حساباتها، قرر شباب أرض وادي الرافدين أن ينتفضوا على الواقع المرير، وأعطوا المعنى الحقيقي والجوهري لكلمة الثورة، حيث أثبتوا هؤلاء الأحرار بأنهم قادرين على حدوث تغير جذري فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتغير القيم الحاكمة في المنطقة الخضراء على جميع المستويات.


 إن شباب ثورة تشرين ومنذ اليوم الأول لانطلاق احتجاجاتهم في كل ساحات الاعتصام، قد سطروا بأحرف من نور أروع ملاحم العزة والكرامة، فهم شرف للعراق وشعبه.


ليفتخر العراق والعراقيون بأبنائهم الشجعان المرابطون في ساحات الاعتصام، فقد حانت ساعة الحسم وجاءت اللحظة المناسبة لكي ننفض عنا غبار الفساد والظلم والاستبداد..

تعليقات

أحدث أقدم