الأرض الحرام.. والدم العراقي الحلال

مشاهدات



د. فاتح عبدالسلام


بدا الصاروخ الذي اطلقته على منزل عراقي قرب المطار مليشيات تصر على اعلان الحرب والسلام بقرار منها بعيدا عن العراق وحكومته، رسالة عقب انتهاء زيارة وزير الخارجية العراقي الى طهران في انّ المهمة مستمرة ، ولن تتدخل طهران لوقفها.

الضربة كانت مأساوية في قتل خمسة عراقيين آمنين في منزلهم بينهم نساء واطفال. وهذه دلالة على انَّ أكثر من خمسة كيلومترات في عمق محيط مطار بغداد هي أرض حرام من الممكن أن تكون ساحة حرب في أية لحظة. وهذا سنعكس على أمن بغداد ومطارها المدني الدولي وسمعته أمام الطيران الدولي القادم.

الرسائل الامريكية وصلت الى ايران التي بيدها امر ايقاف الهجمات على المطار اذا اصدرت أوامرها الى المليشيات التابعة لأوامرها، وليس هذا سرّاً ابداً ولا تهمة ضد أحد، وانّما هو امر واقع .

ما تسرّبَ حول اغلاق واشنطن سفارتها هائلة الضخامة في بغداد والمغادرة الى اربيل ، هو قرار انهزامي يتجلى فيه العجز الامريكي فيما لو كان صحيحاً، إلا اذا كان البديل لهذه الخطوة تنفيذ قرارات عسكرية مجمدة في قصف مائة وعشرين هدفاً داخل العراق كرد على استهداف المصالح الامريكية، وهذه الخطوة ليست حاسمة ولا تغير من المواقف الاستراتيجية لدى ايران والمرتبطين بها أي شيء ، ذلك انّ الاذى سيقع على أرض عراقية والقتلى سيكونون عراقيين لا محالة، سواء من المليشيات أو ما يحيط بمقدرهم من منازل ودوائر حكومية .

الآن ، الحكومة أكثر حرجاً، فالدماء التي سالت في ذلك المنزل كانت عراقية، وهي ليست جزءً من الصراع الامريكي الايراني، وانّ اجراءات الاقتصاص الحكومي لن تمس العلاقة مع الجيران ذلك انّها شأن داخلي. لكن كلامنا نظري وسهل وأمنيات محبطين ليس أكثر، فقد اعتدنا على أنّ أحداً لن يعوض الدم العراقي الذي يهدر في أي مكان وزمان.

تعليقات

أحدث أقدم