من الذي اكتشف مؤامرة ناظم كزار ؟

مشاهدات



يقول الاستاذ عبد السلام احمد حسن البكر :

كثرت الروايات حول كيفية اكتشاف مؤامرة ناظم كزار سنة 1973 منهم من قال إن الإتحاد السوفييتي هو من أخبر العراق ومنهم من قال إن تأخير وصول الطائرة كان بسبب اكتشاف المؤامرة وإلغاء مراسم الاستقبال الرسمي وكلها لا تستند لمصدر أو تحتج به ، وأنا أكتب ما كنت شاهداً عليه، إذ لم يكن هناك جهاز استخباري أجنبي أو عراقي اكتشف المؤامرة أو شعر بها. نستعين بداية بالرواية الرسمية حول خطة ناظم كزار وهي : بعد أن استدرج  بعض الشخصيات المهمة واعتقلهم  هيأ مجموعة تغتال الرئيس البكر ونائبه صدام حسين حيث من المقرر وصول الرئيس عصر ذلك اليوم وأنه قد جهز جماعة أخرى تقتل المجموعة الأولى لتضيع الحقيقة بينما يشاهد هو  كل ذلك عبر النقل التلفزيوني المباشر  ،  ثم يتم الإعلان عن زمرة  متآمرة قتلت القائدين ويُجرى تشييعٌ رسمي  ..الخ


لقد كان برنامج  سفرة الرئيس البكر هو زيارة بلغاريا ثم بولندا وفي طريق العودة هبوط الطائرة في مدينة (فارنا) البلغارية الساحلية الجميلة للتزود بالوقود وللاستراحة بعض الوقت ، وكان في استقباله نائب رئيس الوزراء البلغاري الذي ألحّ على الرئيس بأخذ جولة في المدينة ( وكان الغرض الترويج السياحي لها ) ويقول السيد يحيى ياسين رحمه الله رئيس ديوان رئاسة الجمهورية أني قد نسيت إرسال برقية إلى بغداد أعلمهم بالتأخير وسببه ، وهذا النسيان من تدبير القدر فهو الذي أفشل المؤامرة ففي التأخير دون إعلان السبب أوحى (لناظم كزار)  بأن السلطات علمت بتدبيره وطلبت تأخير الطائرة مما دفعه لتصرف يائس وهو أخذ الرهائن والتوجه بهم شرقاً للحدود الإيرانية رغم عدم وجود  اتفاق مسبق مع السلطات الإيرانية ولكنه رأى أنه  المكان الأنسب في ظل توتر العلاقات مع شاه إيران .  أما لماذا لم تجرِ مراسم استقبال وتفتيش حرس الشرف في المطار فأساسيات المراسم العراقية هو عدم رفع العلم أو إجراء مراسم الحرس الشرف بعد الغروب.


وصل الوالد ( الرئيس ) رحمه الله تعالى إلى البيت وبرفقته  النائب صدام حسين رحمه الله كالمعتاد ، واستقبلناه وبعد تغيير ملابسه جلسنا معه في غرفته ،  وكنا (والدتي وعمتي وخالي محمود الندا وهيثم وأخي محمد)  رحم الله تعالى المتوفين منهم  . س1 ض3 بدأ يتحدث الوالد براحة واسترخاء عن سفرته، وفي الأثناء سألته الوالدة :خ٠ذ هل نأتي لك بالعشاء ؟ أجاب : لا بل أريد الشاي أولاً ، أخذ يشرب الشاي وعلى منتصف (الاستكان) قال لم أر أبا رعد  بالمطار لعله مريض (يقصد الفريق حماد شهاب وزير الدفاع يرحمه الله )  ، رفع سماعة الهاتف قائلا لمأمور بدالة القصر حصّل لي الفريق حماد . بعد قليل جاءه اتصال لم نعرف ممن ، تغير وجهه ، قائلاًً متى جاءتكم هذه البرقية ؟ (تبين فيما بعد أنها برقية ناظم كزار ) ، ثم رفع السماعة مرة أخرى وقال لمأمور البدالة ( حصلّي النائب من جوه الكاع ) (علمنا فيما بعد أن النائب ذهب بعد الاستقبال إلى نادي الصيد ) ، ثم طلب من الجميع مغادرة الغرفة  لأنه يريد إجراء إتصال هاتفي ، أغلق باب الغرفة وبعد مدة خرج من الغرفة مرتدياً ملابسه الرسمية مرة أخرى وكان قد طلب سيارة القصر ، ( هذه الأحداث أتذكرها بتفاصيلها وكأنها أمس) بعد ذلك بدأت تتسرب الأخبار ، ذهب هيثم إلى القصر حوالي الساعة العاشرة  مساء لتقصي المعلومات  فمُنع من الدخول وأخبره الحرس (أن السيد الرئيس أبلغنا بعدم السماح لأي شخص بالدخول ما لم أعطيكم  إسمه مسبقاً )  ، بعد ذلك اتصل الوالد بهيثم طالبا معلومات مكتوبة في ملف وصفه له . قال السيد  سعدون شاكر لأخي محمد (رحمهما الله تعالى)  أنا أول الملتحقين بالسيد الرئيس في القصر الجمهوري في تلك الليلة  . ونحن كعائلة بقينا يقظين حتى الصباح، والباقي معروف، رحمهم الله تعالى جميعاً وتقبلهم في الشهداء.



تعليقات

أحدث أقدم