نظام ولاية الفقيه في فخ الإسقاط.. زئير وحدات المقاومة وأفق التحرير

مشاهدات




عبدالرزاق الزرزور

محامي وناشط حقوقي سوري


المشرق نهاية المناورات الخادعة..

في خضم عاصفة الأزمات الداخلية والدولية التي تجتاح سفينة نظام ولاية الفقيه الغارقة؛ وصل كيان نظام الملالي بأكمله إلى نقطة اللاعودة.. ولقد حاول خامنئي خليفة الرجعية بتنصيب دمية مكررة من صندوق سحره الانتخابي المسرحي أن يطيل أمد دكتاتورية الدينية المشينة ولو لأيام معدودات بطلاء "إصلاحات كاذبة".. لكن الحقائق الصارمة للمجتمع الإيراني والمعطيات الميدانية تظهر أن هذا التكتيك المحروق لم يطفئ نيران غضب الشعب فحسب بل عمّق المأزق الاستراتيجي للنظام.. اليوم أصبح أوضح من أي وقت مضى أن هذا النظام غير قابل للإصلاح، وأن اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة الحزم والنار.


مسرحية "الوفاق الوطني" السخيفة وتصعيد آلة القتل

إن الحكومة المعينة من قبل خليفة الرجعية والتي جاءت بشعار "الوفاق" الخادع سرعان ما كشفت عن هويتها الحقيقية.. ففي قاموس الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، "الوفاق" هو اسم مستعار للتواطؤ من أجل نهب موائد الشعب بشكل أكبر وتصعيد القمع، وتعتبر الإحصائيات المروعة للإعدامات في الأشهر الأخيرة دليلاً على أن آلة القتل لدى خامنئي تحتاج إلى إراقة الدماء اليومية لأجل البقاء على سدة السلطة. إن الارتفاع الجنوني لوتيرة الإعدامات من السجناء السياسيين إلى الشباب المحتجين ليس علامة قوة بل انعكاساً للرعب المميت الذي يشعر به النظام من الانتفاضة الكامنة.. ويدرك خامنئي جيداً أن المجتمع الإيراني بمثابة مستودع بارود ينتظر شرارة واحدة فقط، وإن حملات "ثلاثاء لا للإعدام" الشجاعة في السجون بأنحاء البلاد، والتي تحظى بدعم وتضامن وحدات المقاومة والشعب الحر لتظهر أن حيلة الترهيب والإعدام قد فقدت فعاليتها.. هذه الإعدامات هي وقود على نار غضب الشعب الذي سيحول كيان ولاية الفقيه بأكمله إلى رماد في اللحظة الموعودة.

الإفلاس الاقتصادي والنهب الممنهج
بينما يلتهم خط الفقر كل يوم شرائح أكبر من الطبقة الوسطى والمحرومة في المجتمع لا تزال الميزانيات الضخمة للبلاد تُصب في جعبة الحرس الثوري وقوات القمع.. وإن السياسات الاقتصادية لنظام الملالي ليست سوى نهج "اقتصاد نهب" فخامنئي وعصابته الإجرامية إما يلقون بثروات إيران الوطنية في أتون إشعال الحروب الإقليمية أو يحولونها إلى حساباتهم الشخصية. ويعتبر التضخم الجامح ، والبطالة المتفشية بين الشباب، وانهيار قيمة العملة الوطنية الوجه الآخر لعملة القمع السياسي.. وفي مواجهة ذلك يصرخ الشعب الإيراني صادحا بشعاراته في الشوارع : "مائدتنا خالية، خامنئي مجرم".. وتدل هذه الصرخات على الوعي العميق للمجتمع بهذه الحقيقة، وأن الفقر والبؤس الحاليين هما نتيجة مباشرة لحكم اللصوص والمجرمين على مصائر البلاد.. ولا يوجد حل من داخل هذا النظام؛ فالفساد متجذر في نسيج هذا النظام.

العزلة الدولية وفشل استراتيجية "رأس الأفعى
على الساحة الدولية أيضاً يبدو نظام الملالي اليوم في أضعف مواقعه التاريخية.. إذ لم تعد سياسة الابتزاز النووي وتصدير الإرهاب تلقى قبولاً.. والمجتمع الدولي يدرك شيئاً فشيئاً أن رأس أفعى الإرهاب وإشعال الحروب موجود في طهران . لقد حذرت المقاومة الإيرانية العالم منذ سنوات من خلال كشوفاتها الدقيقة والموثقة بأن السلام والهدوء في المنطقة والعالم لا يتحققان إلا بقطع أيدي هذا النظام عن مصادر القوة والثروة وفي النهاية إسقاطه.. وإن محاولات النظام اليائسة لشيطنة بديله الديمقراطي (المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق) لدليل على إدراكه أن العالم قد تعرف على البديل الموثوق.

وحدات المقاومة : طليعة جيش التحرير
في عمق هذا الظلام، يكمن نور يحيي الأمل في قلوب الشعب الإيراني ويسلب النوم من عيني الولي الفقيه نور الأنشطة البطولية "لوحدات المقاومة".. هؤلاء الشباب البواسل الذين تكاثروا في جميع أنحاء الوطن الأسير، يهدمون جدران الخوف بعملياتهم المحطمة للكبت، وبإحراق لافتات ورموز النظام المشؤومة، واستهداف مراكز القمع التابعة للحرس والبسيج، ونشر رسائل السيدة مريم رجوي في الأماكن العامة، وهذه الأنشطة والفعاليات الثورية ليست مجرد أعمال تُكدر نظام الملالي بل هي أيضاً بمثابة تدريبات للانتفاضة النهائية وتنظيم جيش التحرير الكبير. لقد أثبتت وحدات المقاومة أنه على الرغم من كل التدابير الأمنية والاستخباراتية للعدو يمكن توجيه الضربات وإشعال شعلة المقاومة.. إنهم رأس حربة استراتيجية الإسقاط التي تمهد الطريق لانتفاضة الشعب العامة.

أفق النصر.. إيران الغد
المأزق الشامل لنظام الملالي له مخرج واحد فقط: الإسقاط الكامل والتام ، لا يوجد حل وسط.. وخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر لإيران المستقبل التي تقوم على فصل الدين عن السلطة، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام، وجمهورية ديمقراطية غير نووية هي خريطة طريق واضحة للعبور من هذا العصر المظلم نحو إيران حرة ومزدهرة . لقد وقع النظام في الفخ.. وكل حركة يقوم بها تشد حبل المشنقة حول رقبته أكثر فأكثر، وإذا لم يقمع فسيجرفه سيل الجماهير.. وإذا قمع فسيقرب الغضب المتراكم في المجتمع من الانفجار، ويخبرنا التاريخ أنه لم تتمكن أي دكتاتورية من الحكم إلى الأبد بالاعتماد على الحراب.. صوت خطوات الانتفاضة يُسمع، وانتصار الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة هو حكم التاريخ وبشير الحرية.

تعليقات

أحدث أقدم