مشاهدات
علاء الدين خضر
لا شك أن ثمة تصاعدا واضحا للتوترات بين تركيا وإسرائيل بسبب سلوك تل أبيب الإجرامي في غزة وكذلك اعتداءاتها المتكررة على سوريا ، وتثير هذه التوترات هواجس ومخاوف لدى مراقبين من إمكانية تطورها السريع واحتمالية وصولها إلى احتكاكات تكتيكية أو مواجهة حقيقية قد يفرضها تعارض وتضارب المصالح وخاصة الأمنية منها. فمع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتولي إدارة جديدة تصنّف على أنها مقربة وحليفة لأنقرة وتداول أنباء عن سعي تركيا لامتلاك قواعد عسكرية لدى جارتها الجنوبية، استشعرت تل أبيب خطرا يقترب من حدودها ما دفعها إلى قصف متكرر لمواقع عديدة في سوريا والتوغل جنوبها والسيطرة على مواقع إستراتيجية خاصة جبل الشيخ .
كما أن الانتقادات اللاذعة من أنقرة وعلى أعلى المستويات للإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة منذ عامين، وإعلان تركيا عددا من الإجراءات منها قطع علاقاتها التجارية مع تل أبيب وإغلاق موانئها أمام سفنها، كل هذا دفع سياسيين ومقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحديث بأن تركيا قد تكون الهدف التالي لآلة تل أبيب العدوانية في المنطقة بعد استهدافها إيران واليمن ولبنان وسوريا وقطر وتهديدها للعراق، إضافة إلى ما تفعله في غزة والضفة الغربية المحتلة. تلك الإشارات استقبلتها أنقرة برد التهديد بالتهديد إلا أنها اتخذت كذلك إجراءات عملية عاجلة لمواجهة محتملة مع إسرائيل نبّه إليها تقرير استخباري تركي صدر مؤخرا، وشملت تلك الإجراءات تطوير أنظمة دفاع جوي، وتقوية الجبهة الداخلية، والبدء ببناء ملاجئ متطورة ومضادة للتهديدات النووية. والسؤال هنا ماذا لو وقعت بالفعل المواجهة المحتملة بين تركيا وإسرائيل ولمن تميل كفة ميزان القوة بين الطرفين؟
المصدر : الجزيرة نت

إرسال تعليق