مشاهدات
د.ضرغام الدباغ
الاشتراك في الشيء، قد يعني الاشتراك في المدخلات والمخرجات، بمعنى أن الرؤية الفاحصة الخبيرة تستطيع أن تجد من خلال المشتركات حقائق كثيرة ستكون مفيدة كل الفائدة في التحليلات اللاحقة .
نشرت مرة بحثاً في المركز العربي الألماني للأستاذ د. نايف بلوز، الفيلسوف العربي السوري "السجال الاستراتيجي" خطير الاهمية، كان الاستاذ بلوز قد كتبه على منهج البروفسور الألماني المهم جداً كلاوس فيشر، والبحث يدور عن أستخدام الرياضيات العالية في حل المعظلات السياسية. وقد يبدو الأمر خيالياً، وكل شيء في العالم يحتمل الخيال إلا الرياضيات، فهي أم العلوم الصرفة . واليوم أنا أقحم الرياضيات على منهج صديقي الاستاذ بلوز، والبروفسور فيشر، وأعتقد وأزعم، أنك إن بحثت عن القاسم المشترك في أكثر من حالة، إثنان فما فوق ووجدت أن هذا العامل / الظاهرة (وربما أكثر من عامل وظاهرة) بارزا في الحالة ، فيصبح القاسم المشترك الأعظم للحالة العامة بأسرها، ويلقي الضوء على إيجاد نقطة العطب . ولا يمكن تجاهل حقيقة أن السياسة وفرص التدخل لعناصر اقتصادية وثقافية واجتماعية تتزايد في عالم اليوم وتضاعف من التعقيدات في العمل السياسي. ولكن السياسيين المحترفين وممن لهم تجارب في الميادين العملية، عليهم أن يلجأوا إلى أساليب قد تساعدهم في التوصل إلى فهم أعمق للمشكلة تحت الفحص. ومن تلك إقامة مقاربات بين عناصر وأطراف القضية. والجيد في مثل هذه المقاربات، أنها تسهل عملية الاكتشاف، وتساهم في تكوين الرأي واستخلاص العبر والنتائج . ثم أنها حقائق مادية مجردة، وليست محصلة تفاعل رأي ... بل أنها حصيلة رؤية بصرية سهلة جداً، ولا تحتاج للمجادلات العقيمة. وهكذا سأفعل اليوم، ولا أضيف خلاصة ولا استنتاج شخصي. فلنقيم جرد للحالات ونسقطها على دول بحثاً عن العامل المشترك الأعظم، فسنجد بسهولة ومنطقية لا تقاوم، ولا يمكن التصدي لها :
1- سقوط العملة المحلية بشكل تام حيال العملات الصعبة والدولار في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
2- انهيار الأمن الداخلي بشكل تام في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
3-الاستقلال الوطني والمنجزات السياسية قد أصبحت في مهب الريح في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
4-التعليم بكافة مستوياته أصبح في القاع في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
5-التهجير واللاجئين في احصائيات الأمم المتحدة من :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
6 -تداعي النظام البيئي في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
7-أنهيار النظام الصحي في :
العراق
سوريا
لبنان
اليمن
أين القاسم المشترك الأعظم في هذه الكوارث ؟ واحد فقط متوفر بشدة في الكوارث الأربعة الفقر والجهل والمرض وفقدان الاستقلال .! يتمثل بوجود (..) كعلامة بارزة في القضايا / المعضلات السبعة القاسم المشترك رغم وضوحه التام، فهو ينطوي على فلسفة .. تحاول أذرع اخطبوطية رجعية تبريرها لنسف ما يقود إلى خلق روابط للتضامن الوطني والقومي فنحن نعيش هالة مفجعة من الانهيار الاقتصادي والتعليمي والصحي والاجتماعي، تقود إلى الإفقار والقتل والبؤس ندمر مجتمعاتنا بإرادتنا، فهذه الجهات يهمها بث عناصر التفريق وليس التجميع ! وبهذه الأمراض الاجتماعية الوبيلة هي المسكنات من الألام وإثارة عاصفة من الغبار لتحجب عن الناس الرؤية واستطراداً للقدرة على الفهم واتخاذ المواقف الصحيحة هنا نظرية القاسم المشترك الأعظم سوف تعيننا بشكل ملموس على أن نؤشر على نقاط الخلل والعطب في الموقف المطلوب بحثة . لا توجد معظلة لا حل لها ولكن لنستخدم القدرات العقلية في الفلسفة وستجد أن المعظلات فتحت أذرعها مرحبة بالحلول .!

إرسال تعليق