مشاهدات
د. ضرغام الدباغ
وهب الله الإنسان عيناً ليرى بها
وأذناً ليسمع بها
وأنفاً ليشم به
وحاسة للتلمس والاستشعار ..
ولكن الله لا يمنح البشر الحواس كلهم وبنفس القوة، أو أن البشر امرا قد يكون ولادياً، لا يستطيع التحكم بقواه بصورة تامة، وهناك ربما من لا يشاء استخدامها ، ولكن هناك أيضاً من يستخدمها في مجالات غير مفيدة له ولغيره والمجتمع ، فيسيء لنفسه ولبيئته وللناس أجمعين، ويخالف أيضاً الغرض الذي خلقه الله له لإعمار الأرض وخدمة الناس، ومن هؤلاء من يبلغ به استخدام حواسه بإلحاق الضرر والأذى ... فيهز الناس رؤوسهم ويرددون " ولله في خلقه شؤون ".
كثير جداً من الناس الذين يستخدمون حواسهم وقواهم في غير ما خلق من أجلها، وقد يخلق الله رجلاً يبني الطرق يسير عليها الناس بالملايين لسنين طويلة، أو طبيباً ينقذ المئات من الموت بعلمه ومفكراً يتحف البشرية بفكره، وآخر يتسبب بموت الملايين من البشر بحماقته وشهوة السلطة والحكم المستحوذة على كيانه. وآخر يقدم نصائح ثمينة للبشر، في حين لا يسلم الناس من بذاءة وسلاطة لسان بعضهم .. اليس هذا مدهشاً، في الفارق الكبير جداً .. بعضهم يستفيد من حاسة السمع ليصغي إلى حديث مفيد، للعقل والروح، وقد يلجأ لأجهزة سمعية راقية باهظة الثمن ليتمتع بسماع أشياء مفيدة، والمتعة مقرونة بالفائدة، ونجد آخرون يمضون الساعات في سماع خرافات وكلام لا ينفع ولا يفيد ...
وأريد أن أصل معكم إلى مقاربة كبيرة : لماذا يقدم شاب في عز شبابه وتمتعه بالحياة على التضحية بروحه وهي أعز ما يملك الإنسان من أجل مثل عليا يؤمن بها، فيما يقدم شخص آخر على خيانة كبيرة مقابل مبالغ حتى سخيفة .. أعرف شخصاً كان مناضلاً ، ثم سقط حين اشتغل لصالح دولة معادية ب 150 دولار (ثمن حذاء من النوع الجيد) لماذا ..؟ أليس في هذا التباين والتناقض الصارخ عبرة كبيرة ...؟ بتصوري أن الأعضاء التي منحت لنا هي هدية عظيمة ...لذلك يجب أن نستخدمها استخداماً راقياً، فعدسة العين البشرية (وقد درست التصوير لمدة عام كامل) هي عدسة لا تضاهيها أرقى العدسات في أرقى أنواع الكاميرات في العالم، والدماغ كومبيوتر رهيب لو أحسن استخدامه .. وكذلك سائر أعضاء الجسد ..أركز هنا على الحواس ... حاسة الشم لنتحسس عطوراً مذهلة في روعتها ..وعينان لتستمتع بصور ومناظر ... وطبيعة ساحرة ..! وأذناً لنستمع لموسيقى تحلق بك للأعالي، وتسمع أشياء تنقلك لعالم آخر ...! ولنتذوق أطاييب الطعام ... وأشياء جميلة....نتحسسها..! الحياة منحة إلهية جميلة ... فلنتمتع بها .. هي أقصر من أن نضيعها في توافه الأمور ، لا تكرهوا أحداً، ولا تحقد على من آذاك .. الكراهية والحقد مرض يأكل أحشاء الانسان ويحيله لكومة من اللحم الفاسد ... نحن نعيش في بلد جميل، يستحق ان نعشقه، وتفضل الله علينا بنعم كثيرة الوطن يكفي الجميع ... لنعيش بأمان ورخاء ..... فكر .....

إرسال تعليق