مشاهدات
د. ضرغام الدباغ
ونعني بمبادئ وجوب اتخاذ الأمارة، أن الشريعة أكدت على أهمية السلطة السياسية، وهي في ذلك تختلف عن المبدأ المسيحي عندما قال السيد المسيح " هذه ليست مملكتي " إشارة إلى زهده بالسلطة السياسية، وإن مملكته هي في السماء. ومن أبرز آيات إقامة السلطة السياسية "
﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ( 104 ـ آل عمران )
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ ﴾ (30 ـ البقرة).
إلا أن الشريعة لم تحدد تسمية نهائية إذ وردت عناوين مثل خليفة وإمام، فقد أبقت الشريعة الأمور التفصيلية في مرتبة ثانية من الأهمية، فيما تركزت على القضايا الجوهرية سواء في اتخاذ الأمارة أو في شروطها. فليس مهماً اسم ورتبة قائد الدولة. وإلى ذلك يقول المفكر سيد قطب تفسيراً للآيات :
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ البقرة -124
فهي إشارة إلى عدم جعل النظام والولاية وراثية، ويستطرد السيد قطب قائلاً :"
إن الإمامة هي لمن يستحقها بالعمل والشعور بالصلاح والإيمان وليست وراثة أصلاب وانساب. فالقربى ليست وشيجة لحم ودم، إنما هي وشيجة دين وعقيدة . فمن الاقربين ربما من ليس على دينك، وليس من ملتك، والظلم أنواع : ظلم النفس بالشرك، وظلم الناس بالبغي، والإمامة الممنوعة عن الظالمين تشمل ليس إمامة الرسالة وإمامة الصلاة وإمامة الخلافة فحسب، بل وكل معنى من معاني الإمامة والقيادة السياسية والاجتماعية بما في ذلك قيادة الدولة. ويجوز للخليفة/ الامام أن يوكل جزء من صلاحياته، لمن يراه مقتدرا على تحمل تلك المسؤوليات، وقد فعل ذلك خلفاء العباسيين أكثر من مرة، ومن بين من أسندت إليه الصلاحيات، صلاح الدين الأيوبي، الذي تولى السلطنة مكلفا من الخليفة العباسي. والشريعة إذ تأمر بإقامة السلطة السياسية والإمارة، فإنها تشترط ذلك بشروط وواجبات السلطة والقائم بالسلطة من الحكام "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل وكذلك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول(ص) وأولي الأمر منكم " (58 النساء). وأولي الأمر هنا الحكام ليس إلا. وفي حديث واضح ومؤكد للرسول عن البخاري " اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي، كان رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله تبارك وتعالى" (حديث). ولا نعد عدم وجود نصوص صريحة في انتقال السلطة وآلياتها وتسمياتها نقصاً في الشريعة، فتلك مسألة تسميات تقررها الظروف والبلدان واللغات، وتفاوت الأزمنة والثقافات. والجوهري هنا هي المبادئ الأساسية العامة التي تسترشد بها الدولة وهي مبادئ صالحة للتكيف حسب الزمان والمكان واختلاف الحالات. ويكتب العالم الإسلامي الشهرستاني قولته الشهيرة :
" ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة في كل زمان " وهذه حقيقة لا محيص عنها، ولكن الصراعات على المراكز القيادية أمر شائع في كل زمان ومكان في بلاد العرب والمسلمين وفي بلاد سواهم . وبتقديرنا فإن مثل هذه الصراعات لم يكن ليوقفها أو يحول دون حدوثها نص أو نصوص واضحة، بدليل أن مثل هذه الصراعات كانت وما زالت موجودة في أمم أخرى، وحتى في ضل وجود دساتير تنص على آليات انتقال السلطة والرئاسة فيها على وجه الخصوص. ولكن الشريعة وإن كانت خالية من نصوص صريحة واضحة عن آليات انتقال السلطة والموقف من الإمام أو الحاكم الجائر، أو الحاكم الذي فقد أهليته للقيادة لسباب موضوعية كإصابته بمرض أو عاهة تحول دون قيامه بواجباته، أو ذاتية بانحرافه وفساد عهده وإلى جانب المبايعة وهي عملية ديمقراطية لتعين الحاكم وتمثيل العقد الاجتماعي، وحولها نصوص صريحة " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ " ( 10- الفتح ) وهذا خطاب موجه إلى الرسول (ص) دون غيره، لأن الخلفاء من بعده كانوا خلفاء رسول الله . ومثل هذا الإيضاح يأتي بالكتاب نصاً "
﴿ ۞ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾" (18 ـ الفتح)، وهناك مبادئ سياسية تندغم في إطار بند السلطة السياسية والقيادة ونصوص صريحة ملزمة. ومن تلك المبادئ :
يكتب المؤرخ البريطاني ويلز :" ليس للعرب إلا قابلية سياسية بسيطة، وليس لديهم تجارب سياسية، ولكنهم شيدوا إمبراطورية عظيمة امتدت من الصين وحتى أسبانيا، عاصمتها دمشق ". (1) إذن كيف حدث ذلك ؟ وكيف يمكننا أن نفهم الأحداث بصفة واقعية بعيدة عن التأثر العاطفي والأحكام السريعة . فالكثير من المستشرقين لا ينظرون إلى تأريخ الأمة العربية أو الحضارة العربية ليسوا فقط البدو الذين يعيشون في صحاري شبه الجزيرة، ولا ينظرون إلى ما تحقق من منجزات حضارية هائلة في وادي الرافدين وبلاد الشام ووادي النيل ومن ثم لا يتوصلون إلى إجابة مقنعة ولكن السؤال يبقى حائراً كيف...؟ كيف إذن أستطاع أولئك البدو (الحفاة) أن يوقعوا الهزيمة التامة الشاملة تقريباً بإمبراطوريتين تعدان من القوى العظمى وحضارتين معاً(الفرس والروم) مع أن دروس الاستراتيجية تجمع على استحالة أو صعوبة كسب المعارك على جبهتين في آن واحد، فكيف تمكن جيش قليل بعتاده أن ينتصر في معركة القادسية ثم في معركة اليرموك على جيش كثيف العدد والعدة والعتاد وكما يصفها المؤرخ ويلز نفسه " ثم حدث أمر مدهش في تاريخ الفتوحات والحروب، هي هزيمة الجيش البيزنطي في اليرموك ".(2) والانتصار على الروم والفرس لم يكن مصادفة أو نتيجة لمعركة وحيدة لعب فيها سوء الحظ والظروف الموضوعية وسوء التقدير دوره، بل أن الجيش العربي أنتصر على الجيوش الفارسية والرومية في العديد من المعارك حتى تم له تحرير العراق والشام ومصر لاحقاً. هذا من الجانب العسكري، وماذا عن الجانب الإداري والمالي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ؟ وكيف استطاعت العقلية العربية إدارة هذه الفعاليات الهامة بنجاح يعترف بها المستشرقون أنفسهم. " نشروا دورهم ولغتهم من أسبانيا حتى الصين، ومنحوا العالم ثقافة جديدة واعتمدوا ديانة ستبقى حتى يومنا هذا واحدة من القوى الرئيسية في العالم ".(3) وليس أدل على ذلك، من أن ثلاثة ملايين مخطوطة عربية موزعة في متاحف ومكتبات العالم بعضها يمثل اللبنات الأساسية في شتى العلوم، وفي مكتبة جامعة ليدن بهولندة وحدها، هناك خمسة آلاف مخطوطة عربية بالإضافة إلى شواخص حضارية تمثل قيماً علمية وثقافية، عدا أعداد لا حصر لها من المصادر أحرقت أو أتلفت أو قذف بها إلى الأنهار.
ولكي لا يجانب أحد الصواب، أن لا شيء ينبت من لا شيء، وهذه المنجزات الحضارية هي محصلة روافد عديدة صبت في تيار، بيد أن رافداً أساسياً كان الأهم والأكثر فاعلية وذلك لم يكن رسول وديانة فحسب، بل وأيضاً كانت الحركة، ثورة شاملة أطلقت قوى هائلة حبيسة من عقالها تنشد التغير بحكم الضرورة المادية الموضوعية وظروفاً ذاتية تساويها قدراً وقيمة منحتها آفاقاً جديدة وثورة انطلقت من أعماق أكثر الأجزاء تخلفاً من أجزاء الأمة العربية وأكثرها قهراً وتعسفاً، لذلك لم يكن لهذا التيار سوى أن يتقدم ويتصاعد. وهنا يعترف المؤرخ البريطاني ويلز قائلاً : " كانت روحه(الرسول ص) وتعاليمه قد نفحت في العرب قوة الحياة، وتعاليم الإسلام في العدل والمساواة بين الناس وأمام الله والناس جميعاً بصرف النظر عن اللون والعرق والمنزلة الاجتماعية".(4) وبصورة أكثر دقة يذهب العام الألماني ماكس هينك بقوله " تأسس العلم الإسلامي على تعاليم القرآن " (5) وعن شخصية الرسول(ص) يقول " منذ الهجرة أظهر محمد المزيد من الوضوح في شخصيته كمشرع وكقائد دولة وسياسي وكسلطة تشريعية".(6) وسوف نؤجل قليلاً (إلى المبحث القادم) دور الروافد والاتجاهات المختلفة في إثراء الفكر العربي الإسلامي، إذ سنركز هنا بالدرجة الرئيسية على أعظمها قدراً، كما وأعمقها نوعاً، ونعني بذلك الفكر السياسي المشتق من الكتاب والسنة كفكر وممارسة مما سيؤدي إلى تأسيس علوم سياسية عربية / إسلامية، وسنلاحظ أننا لن نستطيع أن ننتزع من الفكر العربي جانبه الإسلامي، وبالمقابل يستحيل أن نتصور الفكر الإسلامي من دون الإسهام العربي في الإسلام وبعده. والحق أن هذا الالتحام هو جدلي لا يقبل الانفصام. وتهدف المبادئ الأساسية في الفكر السياسي الإسلامي إلى إقامة العدل وإشاعة السلم الاجتماعي بين فئات الشعب باختلاف انتمائهم العرقي والديني والطبقي، وهي بذلك ليست ديكتاتورية دينية أو شوفينية قومية، تهدف إلى تحقيقها بأساليب شرعية قانونية ، ولا بد أن تتوافق (تتلاءم) تلك السياسة بأهدافها وأساليب وقواعد تحقيقها مع قواعد ودستور العمل والشريعة الإسلامية بمصدريها الرئيسيين : الكتاب والسنة وأن لا تتناقض معهما تناقضاً في جوهر توجهاتهما، اللذان يمثلان الأساس القانوني والأيديولوجي لتلك السياسة . وبهذا المعنى فإن العلوم السياسية الإسلامية تهدف إلى البحث النظري في أركان وأسس إقامة هذه السياسة الشرعية العادلة. وهناك حشد هائل من المصادر المكتوبة التي تبحث في المبادئ السياسية التي كتبت ووضعت بين القرن السابع والقرن الثالث عشر ميلادي بصفة رئيسية، ثم تعرض الإنتاج في مجال الفكر السياسي إلى الانحسار حتى القرن الخامس عشر كنتيجة بديهية لسقوط الدولة العربية الرئيسية(الخلافة العباسية) وإن استمرت هناك كيانات سياسية تتفاوت في قوتها وأهميتها، إلا أن الحضارة العربية تعرضت إلى قمع شديد على أيدي قبائل همجية قدمت من أواسط آسيا، ولم يشهد الفكر العربي النهوض مجدداً إلا بعد القرن التاسع عشر ولذلك أسبابه ونتائجه الموضوعية خارج إطار بحثنا هذا. وبالطبع مثلت الشريعة المصدر الرئيسي لتفقه العلماء والمفكرين العرب، ولكن الأحداث السياسية، الداخلية منها والخارجية، كان لها دورها. فقد طرح التطور في الإسلام نتيجة الفتوحات والاجتهاد وتحرير الأمصار العربية، أحداثاً سياسية فتحت آفاقاً جديدة للتطور الفكري السياسي بالاتجاهات الرئيسية التالية :
1. مشكلات الإمامة والخلافة، التي استحوذت على الاهتمام الواسع وأفرزت الحركات السياسية.
2 . الأحداث الكبرى والسير والمعارك، الفتوحات والمفاوضات، الهدنة والتحكيم، وغيرها مما رافق تلك الأحداث.
3. كشف أسباب النزاعات والصراعات والخصومات السياسية والقبلية والتيارات الفكرية وأسباب ظهور الفرق والمذاهب والحركات وتطورها.
4. بحوث في النظام المالي للدولة الإسلامية والموضوعات الاقتصادية الرئيسية.
5. النظام القضائي وفلسفة العدالة ومناهج الفقه والعدل.
6. مباحث في الإدارة والتنظيم السياسي.
7. العلاقات الاجتماعية والسياسية والمالية مع غير المسلمين.
ولم يصل الفكر العربي الإسلامي إلى قمة نضجه بسهولة ويسر، بل أن ذلك كان نتيجة لمسيرة طويلة مضنية كانت حافلة بالتجارب الثرية التي أغنت الفكر ومنحته سمة أساسية وهي الواقعية وقابلية التحقيق، فلم يكن الفكر السياسي العربي الإسلامي يدور حول مشاريع خيالية، بل كان يعالج مشكلات سياسية / اقتصادية / اجتماعية، ويضع الحلول أو يتصورها في شتى الظروف التي مر بها النظام العربي الإسلامي، فالقاضي أبو يوسف كتب رائعته"الخراج" والنظام السياسي في ازدهاره وبداية عصر الفكر الذهبي، والماوردي كتب " الأحكام السلطانية" وقد تراجعت هيبة دولة الخلافة، أما أبن تيمية فقد ألف "السياسة الشرعية" في ظل اندحار النظام العربي، أما ابن خلدون ، فقد كتب " المقدمة "والأندلس تعيش عصر ملوك الطوائف، وفي كل هذه الظروف المتفاوتة: مزدهرة، متدهورة، منحطة، والمفكر العربي يتأمل ويفكر وينتج . وفي أواخر العصر العباسي ظهرت نهضة فكرية، وبالطبع لذلك ظروفه الذاتية والموضوعية، نختصرها بنضج التجربة والفكر معاً لشجرة غرست في بداية تأسيس الدولة العربية الإسلامية(في العهد ألراشدي) ودارت خدمتها في العصر الأموي والعباسي الأول، فشبت ونهضت في أواسطه، وتسامقت وازدهرت في متأخره، نهضة فكرية عارمة، وكان عدد المفكرين والفلاسفة والكتاب في قضايا العلوم السياسية والفكر السياسي كبير جداً، قمنا بإحصاء المشهورين منهم فبلغ 33 كاتب ومفكر في الشؤون السياسية و27 في قضايا الحكم والدولة والإمامة والخلافة، ومن بين هؤلاء من بلغ الشهرة، مثل:
- الجاحظ،
- والإمام الغزالي
- وأبن الجوزي
وغيرهم كثير، هذا عدا عن كتب كثيرة حول جوهر وأعمال الوزارة والوزراء والخلفاء والحجاب وأخبار التاريخ السياسي للأشخاص والدولة.(7) وإذا ركزنا هنا على مساحة الفكر السياسي الذي تضمنته الشريعة فإننا نلاحظ أن المبادئ السياسية تركزت في ستة منظومات سياسية رئيسية :
1. منظومة مبادئ اتخاذ الإمارة.
2. منظومة مبادئ الدعوة إلى العمران.
3. منظومة مبادئ الأمر بالمعروف.
4. منظومة مبادئ النهي عن المنكر.
5. منظومة المبادئ السياسية العامة.
6. منظومة مبادئ سياسية / القرار السياسي الخارجي والحرب والسلم .
ومن البديهي أن تضم كل من هذه المنظومات، أو المحاور الأساسية في ثناياها على مجموعة من المبادئ التفصيلية الفرعية، لتشكل بمجموعها نظرية سياسية للحكم والعمل، متلازمة مترابطة بصورة منطقية، تمنح العلوم السياسية والفكر السياسي العربي الإسلامي سماته المميزة، وقد وردت في مصدري الشريعة (الكتاب والسنة) ولكن بالألفاظ والمصطلحات السياسية السائدة في ذلك العصر. فمثلاً (النفاق) وهو مصطلح سياسي هام يعني أن القاموس السياسي المعاصر (الانتهازية)، والربا، وهو الفائدة على راس المال، أي وفق القاموس المعاصر للاقتصاد السياسي، رأس المال المالي، وهو أحدى قوانين الرأسمالية الاحتكارية. وفي مجال السياسة الدولية أحد ابرز أساليب تصدير راس المال الاحتكاري.
1. 68. Wells, H.G , : A short History , P180
2. 69.Wells, H , G ; = = P178
3. 70. Wells, H.G : P.176
4. 71. Wells, H.G: P178
5. 72. Henning, Max : Der Koran S. 23
6. 73. Max Henning : das ebenda , S 7
7. 74. مصطفى، شاكر : التاريخ العربي والمؤرخون ، ص322

إرسال تعليق